أرشيف الوسم: سياسة

إشرب مايها !

– تبين بأن الخبر غير صحيح بإقرار من جريدة كويت تايمز التي أشاعته ، آخر التحديثات على موقع تصويري :

http://tasweery.com/mag/kuwait-photo-freedom.htm

قصة الصورة:

القصة هي أن في قانون جديد بالكويت يقول إن التصوير “بالأماكن العامة” باستخدام الكاميرات الاحترافية (الدي أس أل آر) ممنوع ، يعني ما يصير أحد يصور بالأسواق أو المجمعات أو حتى على البحر من غير تصريح من كل من وزارة الإعلام و وزارة التجارة المالية و وزارة الشؤون الإجتماعية و العمل.

طبعا هالكلام المفروض إن ما ينسكت عليه خصوصا من جماعتنا المصورين لأن هالكلام معناه انهم يبيعون عدتهم احسن أو انهم يقعدون يصورون ببيوتهم… أو انهم ينقعون عدتهم و يشربون مايها.

مواضيع ذات صلة :

جريدة الكويت تايمز
http://www.kuwaittimes.net/read_news.php?newsid=MzAwMTg4ODg1

تلفزيون الوطن
http://tv.kuwait.tt/Videos.aspx?type=2&Id=2801

مدونة عذوب
http://athoob.com/blog/?p=2499

الصورة الأصلية من تصوير عبدالعزيز أبل

للتحميل :

http://www.moayad.com/p/mayha.jpg

——-

تحديث :

– أحد التصاريح المطلوبة هو من وزارة المالية و ليست وزارة التجارة و الصناعة! يعني ليس هناك فرصة للترقيع 🙂

– و الخبر طبعا غير صحيح بل إشاعة و لله الحمد ، التفاصيل :

http://tasweery.com/mag/kuwait-photo-freedom.htm

منطقة مغلقة | שטח סגור | Closed Zone

عندما تريد أن تقدم عملا فنيا يتحدث عن قضية إنسانية مثل قضية حصار غزة فيمكنك أن تقدم عملا مثل هذا:


ارفعو الحصار (youtube)


سبع دقائق من الصياح والمناحة و”الطرارة” وصور المآسي والدمار والقتل والتدمير مما لا تعرضه أغلب المحطات المحترمة إلا ما بعد الساعة الثامنة حفاظا على مشاعر أطفالها!

أو يمكنك إنتاج دقيقة ونصف مثل هذه:




فما الفرق بين الإنتاجين؟

الفرق بسيط، العمل الأول منتج بـ”عاطفة” فياضة لا نشك بصدقها، ولكن هل يا ترى درس منتج هذا العمل تأثير الرسائل والرموز التي حواها؟ هل فكر بجمهوره المستهدف؟ هل فكر بتأثير هذه الرموز على الجمهور غير المستهدف؟ هل أخذ بالحسبان مسألة اللغة المستخدمة؟ أقصد هنا كلا اللغتين المنطوقة والمرئية، هل العمل موجه للعالم أم للعرب؟ هل المعنى هو -كما فهمته – هو إشعاري “بالخجل” من نفسي لأني -كما يفترض المنتج- خذلت غزة وتخليت عنها؟ ما هو “الأكشن” المتوقع مني كمشاهد أن أقوم به؟ أحزن؟ أبكي؟ ألطم؟! أو “أتعاطف”.

العمل الثاني، كما فهمته، هو عمل تبصيري، أي أنه وخلال ثوان قليلة يشرح للمشاهد بشكل مبسط رؤية المنتج للوضع القائم في غزة، عرض لنا مبدأ واحدا فقط وبشكل مركز… وهو مبدأ الحرية… حرية الحركة بالتحديد، عناصر العمل ورموزه وحتى عنوانه جميعها مترابطة ومركزة، أهم عنصرين بالعمل هما الطائر والشاب، وكلاهما يعبران عن نفس المبدأ المرموز له بوضوح لأي مشاهد، ولا أظن بأني بحاجة لشرح أكثر لأن أهم ما يميز العمل هو بساطته.

العمل الأول كما هو ظاهر من إنتاج شركة خاصة… فجزاهم الله خيرا، العمل الثاني من إنتاج جمعية غير ربحية تحمل اسم “مسلك: مركز للدفاع عن حريّة الحركة “، مدير الرسوم المتحركة العمل هو يوني جودمان… وهو نفس مدير الرسوم المتحركة لفيلم والتز مع بشير Waltz with Bashir الفلم الإسرائيلي الذي رشح للأوسكار عام 2009، إن كان الاسم يبدو مألوفا فربما لأنني تحدث عن الفلم في موضوع سابق.

حساسية الحرية

أبدأ كلامي بقصة قد تكون شهيرة ذكرها لنا الدكتور غانم النجار في مادة رأي عام في جامعة الكويت قبل عدد من السنين لا أود ذكره 😀

حدثت القصة -كما أذكر- في الثمانينات بالأيام التي كان مجلس الأمة فيها منحلا و كان لا يمكن نشر أي كلمة في أي صحيفة كويتية قبل أن تمر على مقص الرقيب… يعني باختصار كما هو الحال في أغلب دول وطننا العربي الكبير ، يقول الدكتور غانم النجار بأن هذه القصة أو الحادثة…

تسببت في إشكال معقد مع الحكومة الهندية حين سمحت الرقابة بنشر لقاء صحفي لرئيسة وزراء باكستان بنازير بوتو، التي كانت في زيارة الى البلاد آنذاك وهاجمت فيه الحكومة الهندية، وعندما احتجت حكومة الهند انطلاقا من أن ما ينشر في صحافة الكويت يمثل وجهة نظر الحكومة بسبب وجود الرقيب، تم الاتفاق على زيارة ومؤتمر صحفي لوزير الطيران الهندي لنشر وجهة النظر الهندية، وفعلا جاء الوزير وعقد مؤتمره الصحفي إلا أن الرقابة عبثت باللقاء مما تسبب في تأزيم العلاقة مع الهند فكان موقفها بارداً إبان الغزو.

المغزى من القصة واضح ، في أي نظام يفتقر إلى مبدأ حرية التعبير فإن أي منشور مطبوع أو مرئي أو مسموع يمكن أن يفسر أوتوماتيكيا بأنه يمثل وجهة النظر الرسمية لهذا النظام ، فرأس النظام هنا هو من يقوم بدور الحاجب أو الـ Gate Keeper لأنه لا شيء يمر من هذه البوابة إلا بموافقته و مباركته المشكورة!

نحن اليوم في الكويت -و لله الحمد- تخلصنا من هذا الحاجب أو البواب ، فصحافتنا تتمتع بقدر عال من الحرية بشهادة العديد من الهيئات و المنظمات الدولية التي أقرت تقاريرها الأخيرة بأن الكويت بالفعل تمتلك أنصع سجل في مجال حرية التعبير من بين دول “المنطقة” ، صحيح بأن طريقنا ما زال طويلا لنكون في مصاف الدول السابقة لنا… و صحيح بأن العام الماضي شهد بعض الحوادث التي قد تهز مركزنا في تقارير العام القادم… و لكن لحد الآن مستورة و لله الحمد 🙂

طبعا نحن كشعب كويتي اعتدنا على مقدار الحرية الذي نمتلك ، فخلال الخمسون عاما الماضية استطعنا أن نرتقي سلم الحرية خطوة خطوة ، و من خلال التجربة و الخطأ أخذنا نتعلم أبجديات هذه الحرية و نفهم ما لنا و ما علينا و نستوعب كيف يمكن أن نعبر عن أنفسنا و كيف نقرأ تعبيرات الآخرين ، فنحن مستوعبون بأن ما تكتبه الجريدة الفلانية و راءه الجهة أو الشخصية الفلانية ، و ما تبثه القناة العلانية و راءه المنظمة العلانية ، كلما زادت ثقافتنا الإعلامية كلما قلت تعميماتنا و تنميطاتنا.

من عاش و لم يتمتع بمقدار الحرية و الاطلاع الذي تتمتع أنت فيه و لم يمر بتجاربك أو يتعلم منها على الأقل فلا تتوقع منه بأن يزن الأمور كما تزنها أنت ، فببساطة شديدة نحن نقول بأن “كل من يرى الناس بعين طبعه”… أي أن من تعود على العيش في بيئة لا يقرأ فيها و لا يشاهد و لا يسمع إلا رأي نظامه الرسمي -بشكل أو بآخر- فإنه يعتقد بأن كل ما تنشره وسائل إعلام الآخرين إنما يمثل شعوب الدول أو الأمم التي صدرت منها هذه الوسيلة أو تلك.

أكبر مثال على هذا الأمر هو ما حدث في عام 2006 حول قضية الرسوم الكارتونية “الدنماركية”! نشرت تلك الرسوم صحيفة كئيبة واحدة… فماذا كنا فاعلين؟ ألم ندعوا لمقاطعة شعب كامل بسبب موقف صحيفة قد لا يتعدى عدد العاملين فيها بعض عشرات أو مئات على أكبر تقدير؟ ظهرت أصوات تطالب “الحكومة” الدنمركية بالاعتذار و اتخاذ إجراءات “تأديبية” بحق تلك الصحيفة ، و رئيس الوزراء الدنمركي -يا عيني- بيعيط و يقول: “يا جماعة ما يصحش كده! احنا مالناش زنب! قوانيننا و دستورنا ما يسمحوش إن نعمل الحاجات دي… استيعابنا لمبدأ الحرية يختلف عن استيعابكم ، ما نقدرش ندعو السفير الهندي حتى يرد على كلام السفير الباكستاني!!!” وصلت الفكرة؟

نحن ككويتيين لا ندعي بأننا أفضل الناس و لا أكثرهم حرية (على الأقل مو كلنا) ، و لكننا وصلنا لمرحلة من الثقافة و الانفتاح بحيث أننا اعتدنا على أن ننتقد بعضنا و نناقش عيوبنا بكل صراحة ، نحن نعلم بأن بين صفوفنا الحرامي و الطماع و المنحل و الاستغلالي (من ذكر أو أنثى) ، نناقش قضايانا بحرية و ما نزعل من بعض وايد ، و إن حصل زعل فمحاكمنا و قضاؤنا ما يقصرون ، و ربما اعتيادنا على هذا الجو من الحرية جعلنا نؤمن بتعميمات عكسية! يعني أصبح حالنا كحال الدنمارك التي “ما سوت عليها” هالكم كاريكاتير اللي نشرتهم صحيفتها لأنها أخذت راحتها “بالحرية” و “الديموقراطية” أكثر من اللازم بشوي!

قانون صحافتنا عندما نص على عدم التعرض للدول “الشقيقة و الصديقة” لم يأت بهذا التخصيص عبطا! فالمشرع أدرى “بربعه” و يعرف بأن جماعتنا أعواد كبريت يحسبون كل صيحة عليهم! يدري بأن سياسة “الفزعة” ما زالت متأصلة في ربعنا (بل حتى فينا أيضا) ، و يدري بأن الانغلاق الثقافي منتشر حوالينا ، فأراد أن يجنبنا تبعات ما قد يأتينا من وراء ذلك الفكر الإنغلاقي.

وضعنا خلال هذه المرحلة الثقافية الخاصة التي نمر بها فريد و جديد علينا ، إنها تجربة جديدة في سجلنا.. و علينا أن نتعلم منها و نجتازها ، تعرضنا مؤخرا لهجوم “تعميمي” بسبب فهم بعض مؤسساتنا الإعلامية الخاص لمبدأ حرية التعبير ، و أنا شخصيا سعيد جدا بطريقة تعاملنا و استجابتنا حتى الآن ، غالبية مدوناتنا تعاملت مع الموقف بحكمة.. فأحقت الحق و وقفت ضد ما تراه خارجا عنه بكل شجاعة و بكل شفافية (أول و آخر مرة استخدم هالكلمة 😛 )، بل و حتى ردود أفعالنا على ردود الآخرين المندفعة علينا كانت في مجملها موزونة و تحرج حتى من حاول التطاول بتعميماته ، و إن كان هذا الأمر مؤشرا لشيء فهو دليل على وعي أكبر و مستقبل مليء بالتفاؤل بإذن الله.

لن تكون الحوادث الأخيرة آخر المطاف ، فنتوقع المزيد من المشاكل و القضايا مستقبلا… و الله يعينا و يبصرنا و يهدينا لما يحب و يرضى و يعلو بنا إلى كلمة سواء.

———–

ملاحظات:

– في حال كنت نائما في “جليب” أو أنك تقرأ هذا الموضوع كزائر من المستقبل فالحوادث المقصودة في هذا المقال هي قضية حلقات مسلسل “بو قتادة و بو نبيل” و التي -كما يُدّعى- تعرضت بالنقد لكلا من المملكة المغربية و دولة قطر.. الشقيقتين.

– أرجو أن لا يفهم على الإطلاق بأني في مقالي هذا أقوم “بتعميم” رأي تجاه الشعب المغربي أو القطري! أنا ضد هذا تماما كما هو باد و بوضوح من خلال سياق الموضوع ، يرجى قراءة المقال بعقل “منفتح” شوي ، إنما هذه الحوادث هي مجرد مثال على النقطة التي أود إيصالها.

– أبرز “الحوادث” التي حصلت خلال العام الماضي في الكويت و التي قد تؤثر على موقعها في سجلات حرية التعبير تتمثل في احتجاز كل من محمد عبدالقادر الجاسم و خالد الفضالة بقضايا يمكن أن تعتبر قضايا “رأي”.

– الدنمارك -على فكرة- تتصدر قائمة الدول في مجال حرية الصحافة حسب تقرير مراسلون بلا حدود.

يوم النداء العظيم

أيها الشعب العراقي العظيم

يا درة تاج العرب و رمز عزتهم و اقتدارهم و عقال رؤوسهم ، أيها العرب الغيارى بأن أمة العرب أمة واحدة [1. “أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة. وحدة-حرية-اشتراكية” هو شعار حزب البعث ، حفظت هذا الشعار لأنه كان مكتوبا على جدار المدرسة المقابلة لبيت جدي الذي كنا نسكن فيه أيام الغزو.] و أن حالها ينبغي أن يكون و احدا عزيزا كريما ، و أن الدنس و الخيانة و الغدر يجب أن لا تتصل بصفوفهم ونواياهم.

أيها الناس ، حينما [2. أظن بأن المقصود “أينما”.] كان العدل و الإنصاف دينكم ، لقد خسف الله الارض بقارون الكويت [3. المقصود هو الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت آنذاك.] و أعوانه بعد أن جانبوا القيم و المبادئ التي دعا الله لتسود بين الناس ، و بعد أن خانوا و غدروا بالمعاني القومية و شرف معاني العلاقة بين من يتولون أمرهم [4. أي الكويتييون ، فهدف الإحتلال المعلن عند بدايته كان مساندة ثورة قامت في الكويت على يد مجموعة من أبناءها الأحرار للإطاحة بحكم آل الصباح.] من الناس و مع العرب.

فأعان الله الأحرار من بين الصفوف المخلصة ليقضوا النظام القائم في الكويت و الضالع في مخططات الصهيونية و الاجنبي و بعد ان أطاح بنظامهم فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى ، ناشد الأحرار من أبناء الكويت العزيزة [5. حتى ذلك الوقت كانت الكويت ما زالت تسمى “الكويت”.. و العزيزة هاذي فوق البيعة 🙂 ] القيادة في العراق لتقديم الدعم والمساندة لدرء احتمال لمن تسول له نفسه للتدخل من الخارج [6. أي أمريكا و الصهيونية و الإمبريالة.] في شؤون الكويت و مصير الثورة [7. ثورة أبناء الكويت ضد النظام الكويتي الحاكم ، استغل العراق في ذلك حالة الارتباك السياسي الذي ساد الكويتي خلال آواخر الثمانينات خاصة بعد حل مجلس الأمة حلا غير دستوري عام 1986 و أحداث دواوين الاثنين و انتهاء بتشكيل ما أطلق عليه اسم “المجلس الوطني الكويتي”.] فيها ، و ناشدونا المساعدة في استتاب الامن لكي لا يصيب أبناء الكويت سوء.

و لقد قرر مجلس قيادة الثورة الإستجابة لطلب حكومة الكويت الحرة المؤقتة [8. بعد احتلال القوات العراقية للكويت تم تشكيل حكومة كويتية مؤلفة من مجموعة من الضباط الكويتيين من المفترض بأنها كانت تمثل الثورة الكويتية و تدير شئون البلاد في ظل غياب حكومة آل الصباح المخلوعة.] و التعاون معها على هذا الأساس تاركين لأبناء الكويت أن يقرروا شؤونهم بأنفسهم و سننسحب حالما يستقر الحال و تطلب منا حكومة الكويت الحرة المؤقتة ذلك [9. حكومة الكويت الحرة المؤقتة لم تطلب الإنسحاب بل اتفقت مع الحكومة العراقية على التنازل عن دولة الكويت ليتم ضمها للعراق تحت مسمى “محافظة الكويت” أو المحافظة “التاسعة عشر”. بعد تحرير الكويت تمت محاكمة جميع أعضاء حكومة الكويت الحرة المؤقتة و صدرت أحكام ببراءتهم نظرا لكونهم قد أجبروا على الإنضمام لتلك الحكومة و ذلك باستثناء رئيس الحكومة المدعو علاء حسين و الذي صدر بحقه حكما بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى و الذي خفض للسجن المؤبد بعد التمييز.] ، وقد لا يتعدى ذلك بضعة أيام أو بضعة أسابيع [10. قامت القوات العراقية بعد أيام من الغزو بعمل انسحاب صوري ليصدر بعد ذلك قرار ضم الكويت للعراق.].

إننا نعلن بصوت و إرادة كل شعب العراق ، شعب القادسية والبطولات والأمجاد ، بأن قواتنا المسلحة بكل صفوفها و الجيش الشعبي الظهير القومي لها و جماهير شعب العراق من زاخو الى الفاو [11. تم لاحقا تعديل شعار “من زاخو إلى الفاو” و الذي كان منتشرا في الأدبيات الإعلامية العراقية إلى مصطلح “من زاخو إلى البحر” أو “من زاخو إلى كاظمة” بعد قرار الضم.] و المسندة بإيمان لا يتزعزع بالله و بالعروبة و في عمقهم كل جماهير الأمة العربية و كل المناضلين الشرفاء العرب سيكونون صفا من الفولاذ الذي لا يأسر [12. شلون الفولاذ يأسر؟ ما أدري 🙂 ، و لكن قد يكون الأمر خطأ مطبعيا لكلمة “يكسر” ، مع العلم بأنه حتى الفولاذ يمكن أن يكسر مع شدة الطرق.] ، إننا نعلن ذلك لمن تسول له نفسه التحدي و سنجعل من العراق الأبي و من الكويت العزيزة مقبرة لكل من تسول له نفسه العدوان و تحركه شهوة الغزو والغدر [13. كانت الإذاعة الكويتية منذ بداية الإحتلال تبث نداءات للعرب و للعالم تناشدهم فيها التحرك لنجدة الكويت ، لم يستوعب العالم جدية الوضع إلا بعد أيام من الحدث و لم يتم التحرك العسكري إلا بعد ذلك بأيام أخرى ، لذلك لا أعرف منو ياب طاري العدوان و الغزو و الغدر حتى يتم ذكرهم بالبيان!] ، وقد أعذر من أنذر.

والله اكبر وليخسأ الخاسئون.

مجلس قيادة الثورة [14. نص البيان منقول عن موقع albasrah.net دون تصرف سوى الهوامش و تعديل الأخطاء الإملائية و النحوية الواردة فيه!]
٢/٨/١٩٩٠

تجربتنا و تجربتهم الديموقراطية الطلابية

بلغنا منتصف مارس.. و هذا يعني شيء واحد… وقت الانتخابات الطلابية في الجامعة 🙂

على خلاف علاقتي الحميمة بالانتخابات الجامعية أيام الدراسة في جامعة الكويت فإن تلك العلاقة تحولت للسطحية منذ أن تركت تلك الجامعة قبل 10 سنوات ، لكن هناك نوع آخر من الجذب تملكه الانتخابات في جامعة بيرمينغهام (جامعتي الحالية) ، نوع من الجذب جعلني أفكر في كتابة هذا الموضوع منذ فترة طويلة للمقارنة بين انتخاباتنا الكويتية و الانتخابات البيرمينغهامية.

أولا ، لعل أول ما يمكن ملاحظته هو أن موعد الانتخابات هو شهر مارس… أي منتصف الفصل الدراسي الثاني ، على خلاف انتخاباتنا الكويتية التي تبدأ بعد أسابيع قليلة من بداية الدوام الدراسي ، الطالب البيرمينغهامي لديه ما يقارب الست شهور للتعرف على ما هي الدراسة الجامعية و ما هو اتحاد الطلبة و أين هو راسه.. و أين كرياسه! بينما الطالب الكويتي المستجد يسكع بحملة عشواء للسيطرة على أفكاره من أول يوم دراسي.. و ربما قبل ذلك!

ثانيا ، بينما الانتخابات الكويتية تخوضها قوائم عريقة لها تاريخ متشابك و وتوابع اجتماعية و سياسية محيرة.. فإن من يخوض الانتخابات البيرميينغهامية هم طلبة حقيقيون لهم أسماء و صور ، نعم هناك بعض الطلبة نظموا أنفسهم في قائمة أو اثنتين.. و لكن الغالبية هم طلبة يخوضون الانتخابات فرادى.

ثالثا ، الانتخابات ليست لاتحاد شامل أو جمعية علمية متكاملة ، بل هي لتحديد رؤساء اللجان كل على حدة ، يعني هناك مرشحين للجنة السكن و آخرين للجنة الرياضة أو لجنة الديموقراطية و المساعدة أو اللجنة التعليمية أو لجنة الانشطة الطلابية ، بالإضافة للجان مثل لجنة مكافحة العنصرية و الفاشية و لجنة شؤون ذوي الاحتياجات الخاصة و لجنة شؤون الأقليات و اللجنة النسائية و غيرها ، يعني عليك أن تختار مرشحيك لسبعة عشر لجنة مختلفة… إن أردت التصويت لكل اللجان طبعا.

رابعا ، التصويت عن طريق الانترنت !!

كل شيء أصبح بالانترنت فلماذا الاصرار على الورقة و القلم و العد اليدوي؟!

الاجراءات بسيطة ، فقط أدخل اليوزر نيم و الباسوود الخاصين بك -و الذين تستخدمهما بشكل دوري لتسجيل موادك و مشاهدة نتائجك و تجييك إيميلاتك- و اضغط على زر التصويت لتظهر لك قائمة اللجان و التي من خلال الضغط عليها يمكنك مشاهدة أسماء و صور مرشحيك و اختيار من تريد منهم ، الجدير بالذكر كذلك هو أن فترة التصويت تمتد على مدى خمسة أيام و ليس بضع ساعات.

خامسا ، و لعل هذه هي أهم نقطة ، البساطة !

ليست هناك حملات انتخابية ذات ميزانيات خيالية تهدر على شكل بوسترات و لافتات و باجات و ملفات و أشرطة (شخباري أشرطة! 😛 ) و مهرجانات خطابية و نشرات و تصريحات صحفية و بالونات و كرينات و ما خفي أعظم!

جميع الاعلانات التي شاهدتها هي صناعة يدوية باستخدام الورق أو القماش و شوية أصباغ ، لم تأخذ لخطاطين محترفين.. بل هي من صنع الطلبة أنفسهم! و رغم ذلك تجد في بعضها نوع من الإبداع 🙂 (شاهد الصور أدناه).

بالإضافة لبساطة الحملة نفسها نلاحظ أيضا أن المرشحين أنفسهم ماخذين السالفة ببساطة ، لا تجد المرشح أو المرشحة “رزة” و “كشخة” ، و لا تجده يجادل هذا و يتناجر مع تلك ، ليس هناك “ضربات” موجهة و لا مؤامرات محاكة و لا هجمات تكتيكية ، بل تجد المرشح أو المرشحة (أو مسانديهم) يقومون بتوزيع الورود أحيانا أو الشوكولاته… بدلا من توزيع الشتائم و اللكمات!

أخيرا و ليس آخرا ، لا تستغرب إن رأيت مرشحا متنكرا بزي بابانويل أو سوبرمان أو مستر كنتاكي! أو مرشحة بلباس الدببة الحنونة أو دورا ذا إكسبلورا أو تعلق على رقبنا لافتة عليها شعار حلويات سمارتيز !!

تلك هي الروح المرحة لمرشحي الانتاخابات البيرمينغهامية ، المهم هو لفت الانتباه بشكل إبداعي و تكوين صورة ترسخ في ذهن الناخب ، و لا تدع تلك المظاهر تغشك.. فإنك إن تحدثت مع أحد المرشحين أو قرأت نشراته فإنك ستجد شخصا جادا له فكر منظم و جدول انتخابي واضح … يعني مو لعب عيال !

هل هناك عيوب في الانتخابات البيرمينغهامية؟

بالطبع هناك بعض العيوب ، مسألة تعقيد اللجان على سبيل المثال قد تشكل عائقا يجعل عملية التصويت أصعب ، كما أن الناتج النهائي للانتخابات لن يكون بتجانس المجلس أو الاتحاد المبني على القوائم ، مسألة التجانس مهمة لتحقيق الضغط عند الحاجة له ، و لكن في الحالة البيرمينغهامية ليس هناك داع للضعظ لأن اللجان تعمل على حدة أصلا و كل في تخصصها ، يمكن القول كذلك بأن الاتحاد الطلابي هو قوة اجتماعية أو حتى سياسية مؤثرة عندنا.. أو المفروض أن يكون كذلك.. أنا شخصيا لم أر له تحرك مؤثر “بحق”.. خلال سنين حياتي على الأقل ، و عدم الجدية (إن صح التعبير) قد تضعف الموقف الطلابي .. على الأقل بعين الناخب الذي لن يتوقع أن تتحرك دورا ذا اكسبلورا للدفاع عن معتقداته السياسية الاجتماعية !

تلك هي ملاحظاتي التي كونتها من خلال معايشتي للعمل الانتخابي الطلابي الكويتي و البيرمينغهامي ، لست بالضرورة أفضل أحد الأنظمة على الآخر… و لكن الاطلاع على تجارب الغير و الاستفادة من الصالح منها هو أمر مستحب دائما ، فإن كانت جربتنا الديمقراطية الطلابية “مقظوظة” فشيء جميع أن نستعير “رقعة” من غيرنا إن تطلب الأمر.

————-

للموضوع تتمة في القسم المصور أدناه :