أرشيف الوسم: تصوير

مؤتمر جلاسجو (الجزء الثاني): بين اسطنبول و موسكو و بيروت

خلال اليومين التاليين من أيام المؤتمر قمت بحضور مناقشات العديد من الأوراق العلمية تتعلق غالبيتها بموضوع النظرة الجديدة للفن الشرق أوسطي ، منظمة هذه المناقشات هي كريستين ريدينج منظمة المعارض في متحف التيت في لندن ، تهدف هذه الأوراق إلى تركيز الضوء على مفهوم جديد للفن الشرقي.

تاريخيا و حتى آواخر السبعينات من القرن العشرين كان ينظر لفن الشرق بمنظور تقليدي أسسه الكتاب و الفنانين المستشرقين الذي أظهروا المنطقة على أنها منطقة بسيطة و متأخرة حضاريا إلا أنها تملك سحرا شرقيا خاصا مرتبطا بمواضيع السلاطين و الخيام و الحريم و ليالي ألف ليلة و ليلة ، و لكن في عام 1978 كتب إدوارد سعيد كتابه الشهير “الاستشراق” و نبه فيه الأدب و الفن الغربي على أن هناك سوء في الفهم و أخطاء منهجية يعاني منها الباحثون في أمور منطقة الشرق الأوسط.

أولى الأوراق العلمية كانت بعنوان المجموعة البحر أوسطية: كنوز الفن العربي في منزل هنري فرعون قدمتها مي فرحات من الجامعة الأمريكية في بيروت ، خلال الربع الأول من القرن العشرين قام رجل السياسة اللبناني هنري فرعون ببناء بيته على الطراز العربي/الإسلامي التقليدي و بدأ بجمع ما استطاع من التحف و الآثار المتعلقة بالتاريخ اللبناني و تاريخ المنطقة بشكل عام ، تراوحت المجموعة ما بين الآثار العربية و الإسلامية و الفينيقية و التي جمعت من لبنان و سوريا و فلسطين و قبرص و غيرها من مناطق البحر الأبيض المتوسط.

تحدثت فرحات عن مفهوم البحر أوسطية و أن فكرة فرعون كانت أن المنطقة اللبنانية تتميز بتاريخ مشرك بين أعراق و حضارات مختلفة عاشت و تعيش في هذه المنطقة ، كان فرعون من خلال مجموعته هذه يهدف لأن يجمع بين الأعراق المختلفة من خلال التعدد العرقي لمجموعته و التعدد الرمزي للعناصر المعمارية الموجودة في المنزل ، فتم استخدام النقوش الإسلامية بجانب المسيحية بجانب الفينيقية و ذلك للدلالة على التآلف و العيش المشترك خاصة في تلك الفترة الحرجة من تاريخ لبنان بعد إعلان مفهوم لبنان الكبير و ظهور دعوات الاستقلال عن الانتداب الفرنسي.

———–

ثاني الأوراق كانت بعنوان بين أوربا و آسيا: لوحات محطة قطار مدينة كازان في موسكو ١٩١٣-١٩١٦ و قدمتها إنيسا كوتينيكوفا من متحف جورنينجر في موسكو ، تتناول الورقة العلمية موضوع اللوحات و الجدارايات المعروضة في محطة قطار كازان و التي تمثل حلقة الوصل بين أوربا و آسيا الوسطى ، تلك اللوحات و الجداريات أتت متأثرة بحياة القرى و الأرياف التركمانستانية و بساطتها ممزوجة بالتراث و الأدب الروسي خاصة مع ارتباط فناني و أدباء الاستشراق الروس بالشرق الذي وجدوا فيه السحر الذي افتقدوه بالثقافة الأوربية.

جدير بالذكر أن فكرة الاستشراق الروسية تنظر للشرق على أنه منطقة آسيا الوسطى ، على خلاف النظرة الغربية للشرق على أنه منطقة الشرق الأوسط.

بالحديث عن الاختلاف الثقافي الجغرافي لمفهوم الشرق فإن فندا بيركسوي من جامعة اسطنبول التقنية ذكرت في ورقتها أنه بالثقافة التركية العثمانية يعتبر الشرق هو الجانب العربي و “البدوي” على وجه التحديد ، و ذلك يعطينا انطباعا بأن فكرة “الآخر” التي تحدث عنها إدوارد سعيد يمكن النظر إليها بشكل نسبي ، فالمجتمعات و الثقافات المختلفة لديها “شرقها” الخاص بها و الذي تعتبره أكثر بساطة منها و أقل تقدما.

تحدثت بيركسوي عن مفهوم “الاستشراق الداخلي” و عن نظرة المجتمع التركي “المتغرب” للتقاليد العثمانية و المناطق “النامية” (كما كان يطلق عليها) التي ظلت متعلقة بها على أنها “آخر” لا ينتمي لأفكارها “التقدمية” و ذلك خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى و في العشرينات و الثلاثينيات من القرن العشرين على وجه التحديد ، كتطبيق على ذلك تحدثت بيركسوي عن النظرة الاستشراقية في لوحة “ميدان تقسيم” للفنان التركي نظمي ضياء و التي قدمها في معرض الثورة في عام ١٩٣٥ ، يوضح هذا العمل التغير بصورة المرأة التركية على وجه التحديد و انتقالها من “الحريمية” إلى شكلها الغربي “المتقدم”.

-‫—–‬

و في موضوع مرتبط تحدثت مارتينا بيكر من جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة عن فترة إصلاح نظام التعليم التركي خلال السنين الأولى للنظام الجمهوري التركي و عن تأسيس أكاديمية الفنون الجميلة في اسطنبول في ١٩٣٢ ، و ذكرت أن سياسة الحكومة التركية كان لها تأثيرا مباشرا على نهج هذه الكلية و نظامها و مناهجها التي أعدت لإخراج نوعية معينة من الفنانين و الحرفيين ، و هذه السياسة مع مرور الوقت كانت لها نتائج سلبية تمثلت في تبرؤ بعض الفنانين الأتراك منها و من سياستها.

——-

في الجزء القادم سنتحدث عن كل من الطراز المعماري في دبي و نظرة جديدة لفن اللاندسكيب اللبناني.

مؤتمر جلاسجو (الجزء الأول): بين المقابر

خلال الفترة من 15 إلى 17 أبريل من عام 2010 حضرت المؤتمر السنوي السادس و الثلاثين لجمعية مؤرخي الفن البريطانية و الذي أقيم في مدينة جلاسجو الأسكتلندية ، تضمن المؤتمر العديد من الأنشطة و المحاضرات و الندوات المتعلقة بتخصص تاريخ الفن بمختلف فروعه ، هل لتاريخ الفن فروع؟ بالتأكيد.. فمثل جميع التخصصات الأكاديمية لتاريخ الفن فروع عديدة ، كثيرا ما أُسأل بعد أن أعرف بنفسي كمتخصص بتاريخ الفن عن فنون العمارة الإسلامية مثلا أو عن أعمال فان جوخ أو دافنشي.. فأتوهق! صحيح أني اطلعت بشكل أو بآخر على تلك الجوانب من تاريخ الفنون و لكني لست متخصصا بها و لا أستطيع أن أتحدث عنها ارتجالا بقدر تمكني من تخصصي الدقيق الذي يتناول الفن الحديث و المعاصر.

مؤتمر جلاسجو يتعبر أول تجاربي “المؤتمرية” التخصصية ، لم أكن أدري ماذا علي أن أتوقع رغم اطلاعي على جدول الأنشطة و الندوات و رغم وضعي لخطة المحاضرات التي تهمني في مجال بحثي الأكاديمي ، أولى فعاليات المؤتمر التي حضرتها بعد عملية التسجيل كانت رحلة إلى كاتدرائية جلاسجو ، عند الوصول إلى الكاتدرائية انقسم الحضور إلى قسم أخذ جولة لمشاهدة الجانب المعماري للكاترائية ذاتها و القسم الآخر (الذي انضممت له) توجه لمشاهدة معمار و تاريخ المقبرة القريبة من الكاتدرائية ، و قد سررت لاحقا لاختياري هذا 🙂

توصف مقبرة جلاسجو بأنها واحدة من أجمل مقابر بريطانيا نظرا لحسن تقسيمها و جمال الأضرحة الموجودة فيها بالإضافة لموقعها المرتفع على تلة تشرف على المدينة ، بنيت المقبرة خلال الربع الأول من القرن التاسع عشر في وقت كانت جلاسجو على علم بالتطورات الفنية التي تحدث في باريس و التي كانت هي عاصمة الفن و الثقافة في ذلك الوقت ، هذا العلم و الاطلاع انعكس على جمال تصميمها الذي كان يعتبر حديثا في وقته و يماشي أحدث الصرعات الفنية و المعمارية الأوروبية.

تمتاز المقبرة كذلك بأنها من أوائل المقابر “العلمانية” ، فالمقابر قبل ذلك الوقت كانت دائما ما تلحق بالكنائس و يقتصر الدفن فيها على أتباع مذهب الكنيسة ، بينما مقبرة جلاسجو كانت ذات طابع تجاري أكثر و لم تكن تتبع تيارا دينيا ، الدفن و الزيارة للمقبرة كان مفتوحا لجميع الفئات و المذاهب الدينية و بل و تحتوي على قسم مخصص للمدافن اليهودية ، بالطبع كان هناك حارس للمقبرة حتى يمنع دخول المخربين مثلا أو من يشك بنواياهم أو هيئتهم.

من الناحية الفنية و المعمارية فإن الأضرحة بنيت من قبل مجموعة من المصممين و النحاتين المحليين أشهرهم هي عائلة هاميلتون ، تتراوح هذه الأضرحة ما بين الشواهد البسيطة إلى المباني الضخمة معقدة التزيين ، يجدر القول كذلك بأن بعض الأضرحة صممت لتتماشى مع شخصية المدفون داخلها ، فمثلا نجد ضريح الفنان المسرحي جون هنري ألكساندر و هو ممثل مسرحي و صاحب مسرح جلاسجو قد أخذ شكل خشبة و ستارة قاعة مسرحية مع العناصر التي ترمز للعمل المسرحي الكوميدي و التراجيدي.

بينما ضريح الكاتب ويليام يلسون أخذ تصميما إسلاميا شرقيا و ذلك يرجع لكونه قد أستشرق [1. ستقرأ عن معنى الاستشراق كثيرا خلال المواضيع القادمة إن “شاء الله] و عشق العيش في فلسطين حيث الأرض المقدسة و ألف الكتب عنها مثل كتاب “قصص من الأرض المقدسة.



المقبرة اليوم تعتبر منتزه أو حديقة عامة ، لذلك لا تستغرب إن رأيت من يمارس رياضة الجري بين الأضرحة أو من اتخذ له مكانا مرتفعا ليستند على إحدى الشواهد مركزا نظره بالكتاب الذي يقرأه ، شخصيا… وجدت هذه المقبرة بموقعها و جوها من أجمل معالم جلاسجو على الإطلاق و استمتعت بالسير بين أركانها حاملا كاميرتي.. رغم أن “حيلي انهد” من عملية الطلوع و النزول خاصة مع دفئ جو ذلك اليوم 😛

بعد انتهاء الجولة في مقبرة جلاسجو انتقلنا لداخل الكاتدرائية لحضور محاضرة للبروفيسور جوزيف كويرنر حول أعمال الفنان الهولندي هيرينوموس بوش و الذي يعتبر من أبرز فناني عصر النهضة في شمال أوروبا ، تتميز أعمال بوش بالغرابة و ذلك لطرحه مواضيع غير مألوفة في ذلك الوقت كأشكال الوحوش و الشياطين و ربطها بالمواضيع الدينية التي تقدم في الكنائس.

تحدث البروفيسور بإيجاز عن ما هو معروف عن سيرة و حياة بوش و عن أهمية أعماله تاريخيا ، و تكلم كذلك عن رمزية أعماله و تعدد تفاسيرها ، فأعمال بوش ليست تقليدية بالمرة بالنسبة لذلك الوقت خاصة إذا ما أخذنا بالاعتبار استخداماتها الدينية داخل الكنيسة ، فأعماله كنائسية و عادة ما تناول المواضيع الدينية التقليدية كحوادث الفصح و التتويج و الميلاد و ذلك لمكانتها كوجهة للصلاة و الخشوع ، و لكن بوش عبر من خلالها عن مواضيع الخطيئة و العذاب و الجحيم و استخدم في بعضها رموزا و مشاهد تقترب من الإباحية المرفوضة عادة في الكنائس !

ركز البروفيسور على لوحة يطلق عليها اسم “حديقة المتع” و تكلم عن اختلاف التفاسير لها ، فمن الآراء المطروحة هو أن الجزء الأوسط منها يمثل نعيم الجنة بينما الأيمن يمثل عذاب جهنم و الأيسر بدأ الخليقة ، و لكن تفسيرا آخر يقول بأن بأن الجزء الأوسط ليس نعيم الجنة بل هو الخطيئة التي تستوجب حصول الواقعين فيها على عذاب جهنم ، و استدل البرفسور على ذلك من خلال الرموز الموجودة باللوحة و من خلال وضعيات الشخوص الموجودة فيها.

جدير بالذكر أن بوش و لوحة حديقة المتع كانت موضوعا لإحدى مقالاتي العلمية التي كتبتها أثناء فترة الماجستير.

يتبع

———-

المزيد من الصور مع المزيد من التفاصيل :



.

.

———-

هيستوجرام

الهيستوجرام هي واحدة من أهم الأدوات (إن صح التعبير) التي تعين المصور على الحصول على الصورة الصحيحة… أو على الأقل الصورة التي يريد من ناحية التعريض و الأوان بل و حتى من حيث التكوين ، إن لم تكن لديك دراية ولو بسيطة بما هو الهيستوجرام و كيف يستخدم فإن شكل الهيستوجرام قد يبدو لك و كأنه لغز !

من الواضح أن الهيستوجرام هو رسم بياني ، التصوير هو بالطبع عملية فنية و ليست حسابية أو إحصائية… فلماذا إذن نحتاج كمصورين لهذا الرسم بياني؟

هذا الرسم البياني يبين لنا باختصار و بشكل بصري توزيع الإضاءات داخل الصورة ، أي يوضح لنا -على سبيل المثال- إن كان تعريض الصورة زائدا أو منخفضا عن الحد الطبيعي ، قد تسأل الآن: أستطيع أن أرى بعيني تعريض الصورة و مشاكله إن وجدت… فلماذا أحتاج لرسم بياني ليخبرني هذه المعلومة البسيطة؟

الجواب هو أنك لا تستطيع دائما الحكم على تعريض الصورة بطريق النظر المجرد! أولا لأن شاشات الأجهزة المختلفة تتفاوت من حيث شدة و نوعية الإضاءة و الأوان التي تنتجها ، و ثانيا لأنه حتى بالجهاز الواحد يختلف تقديرنا للإضاءة و الأوان بحسب حالة الإضاءة المحيطة بالشاشة (حسب كمية و نوعية ضوء الغرفة) ، و ثالثا لأن العين ذاتها تخدع أحيانا و تتأثر بما اعتادت عليه من ضوء أو بمقدار الإجهاد الذي تحسه و غيرها من العوامل.

هل حدث لك أحيانا أن صورت خارج المنزل أو الأستوديو و كنت متأكدا بأنك حصلت على أروع النتائج بالنظر إلى شاشة الكاميرا و لكن عندما قمت بإنزال الصور للكمبيوتر تفاجأت بأن تعريضها أقل مما يجب؟

حل حدث لك أحيانا بأنك أخرجت صورا غاية بالروعة على جهازك و أنزلتها للإنترنت و لكنك تفاجأت عندما شاهدتها من أجهزة أصدقائك بأن جميع صورك زائدة التعريض؟

ذلك أمر طبيعي و قد يحدث لأي منا ، و لكن هناك طرق مختلفة لتفادي هذه المشاكل ، إحدى هذه الطرق هي التعرف على استخدام الهيستوجرام ، فالهيستوجرام بالنهاية هي أداة قياس علمية تعطيك الحقائق و لا تتأثر بالظروف المحيطة و لا بالأخطاء البشرية.

السؤال الآن…

كيف يقرأ الهيستوجرام؟

الهيستوجرام كما ذكرنا أعلاه يعطينا تحليلا لتوزيع الإضاءة بالصورة ، المحور الأفقي (العرضي) بالرسم يمثل شدة الإضاءة و الطولي كمية هذه الشدة.

نبسط أكثر…

لنأخذ الخط الأفقي (العرضي) … الخط يبدأ من اليسار بأكثر أجزاء الصورة إظلاما و ينتهي نحو اليمين بأكثر الأجزاء شدة ، الآن… إذا وجدنا بأن الأعمدة ناحية اليسار عالية فإن ذلك يعني بأن هناك أجزاء مظلمة في الصورة ، و العكس… إذا كانت هناك أعمدة طويلة ناحية اليمين فإن هناك أجزاء مشرقة بالصورة ، و إن كانت الأعمدة طويلة بالمنتصف فذلك يعني بأن الأجزاء المتوسطة (Midtones) كثيرة بالصورة.

إلى الآن الكلام نظري…

عمليا… أهم ما يجب النظر إليه عند قراءة الهيستوجرام هي الأطراف ، في الصورة موزونة التعريض يجب أن تنتهي أطراف الهيستوجرام عند حد قاع الرسم البياني ، فذلك يعني بأن الصورة تحتوي على جميع درجات الشدة … أو أوسع مدى ديناميكي (Dynamic Range) ممكن.

إن كان حد الطرف الأيمن من الهيستوجرام تعلوه أعمدة طويلة فذلك يعني بأن تعريض الصورة زائد (Over Exposed) لأن الأجزاء شديدة الإضاءة بالصورة كثيرة ، أما إن كان هناك فراغ في الجانب الأيمن من الهيستوجرام فذلك يعني بأن الصورة باهتة… أي أن حتى أشد أجزائها إضاءة تظل قاتمة.

و العكس صحيح عند النظر للجانب الأيسر من الهيستوجرام ، فإن كانت الأعمدة الطويلة تطغى على الحد الأيسر فذلك يعني بأن التعريض منخفض أو الأجزاء المظلمة بالصورة كثيرة ، أما إن كان مسطحا فذلك يعني أن الصورة ممتقعة و ليس فيها سواد كاف.

ضابط التعريض

عرفنا لحد الآن كيف نقرأ و نحلل الهيستوجرام ، و سنتعرف الآن على كيفية استخدامه لضبط التعريض ، هل تستطيع أن تعرف كيف هو تعريض الصورة التالية بمجرد النظر لهيستوجرامها؟

الأعمدة متمركزة بالمنتصف و كلا الطرفين الأيمن و الأيسر مسطحين….

ذلك يعني بأن الصورة منخفضة التباين (Low Contrast).

إن كنا نريد إصلاح هذه الصورة فيمكننا بسهولة استخدام أداة الـ Brightness/Contrast لضبط التباين بتحريك مؤشر واحد ، و لكن هناك طريقة أشد دقة من ذلك و لا تقل عنها سهولة.

باستخدام أداة الـ Levels يمكننا ضبط التباين بدقة و ذلك بتطبيق التعديلات على الهيستوجرام مباشرة.

في أسفل الهيستوجرام نستطيع أن نرى ثلاث أسهم صغيرة (قد تصل إلى ثمان أسهم في بعض البرامج) ، تلك الأسهم تمثل الحدود المعدلة للهيستوجرام ، الآن لكي نتخلص من التباين المنخفض علينا أن نحرك السهم الأيمن حتى يصل إلى حد القاع الأيمن للرسم البياني ، ثم بنفس الطريقة نحرك السهم الأيسر إلى حد القاع الأيسر للرسم ، بذلك نكون قد غيرنا توزيع الإضاءات و حصلنا على صورة موزونة التعريض بدقة.

كإضافة من عندك يمكنك أن تحرك السهم الأوسط لتضبط درجات الإضاءة المتوسطة حسب الذوق.. تفنن فيها كما تشاء 🙂

الخلاصة

الهيستوجرام هي أداة دقيقة لقياس تعريض الصورة بعيدا عن التخمين و عن الوقوع تحت تأثير الظروف الخارجية ، قد يبدو شكل الهيستوجرام مرعبا بالبداية… و لكن عند التعرف عليه سيجعل الحياة أكثر سهولة ليمكنك من تعديل الصورة حتى دون النظر إليها!

أساس فهم الهيستوجرام هو إدراك التوزيع المناسب للأعمدة على خط العرض ، فالصورة الموزونة هي التي تتوزع فيها الأعمدة لتغطي القاعدة كاملة و لا تتجاوزها ، و يمكن استخدام أدوات التعريض لضبط تلك الأعمدة كما ينبغي.

————-

ملاحظات:

– التعريض “الصحيح” هو بالنهاية أمر نسبي و يرجع لذوق المصور و لطبيعة الصورة ذاتها ، ليس هناك نوع واحد من التعريض يمكن أن يتفق عليه جميع المصورين ليكون مناسبا لجميع الصور! و لكن التعريض “الموزون” الذي نتحدث عنه في هذا الموضوع هو التعريض الذي يتيح أكبر قدر من المدى الديناميكي و يعطينا صورة تبدو “طبيعية” و مريحة للعين.

– قد يكون متعمدا أن تبدو الصورة زائدة التعريض (كصور الـ High Key) أو ذات مساحات مظلمة (Low Key) ، في تلك الحالة ليس بالضرورة أن تنتهي أعمدة الهيستوجرام عند الأطراف كما ذكرنا ، و لكن الهيستوجرام بدون شك سيكون مفيدا جدا في تقدير مدى “التجاوز” المطلوب و في ضبط الطرف الآخر من أطراف التعريض.

– بالإضافة لأداة الـ Levels يمكن استخدام العديد من الأدوات لتعديل الإضاءة ، أداة الـ Curves على سبيل المثال تعمل بنفس المبدأ و لكنها تعطي تحكم أكبر بالإضاءة ، و من ناحية أخرى يمكن استخدام أداة الـ Auto Contrast للتعديل الأوتوماتيكي بدون أي مجهود على الإطلاق.

– في هذا الموضوع استخدمنا الهيستوجرام الأحادي أو الـ Luminance Histogram و هو الذي يعطينا التعريض المبسط للصورة كما لو كانت صورة بالأسود و الأبيض ، هناك نوع آخر من الهيستوجرام و هو الهيستوجرام اللوني (Color Histogram) و يعطينا شدة إضاءة كل لون (قناة) من الألوان الأساسية للصورة ، عن طريق هذا النوع يمكننا أن نعرف -و من ثم نعدل- شدة كل لون و مدى تركزه في الأجزاء الشديدة أو المظلمة أو الوسطى من الصورة ، ربما سنتحدث عن هذا النوع و تطبيقاته في مواضيع لاحقة.

– الهيستوجرام ليس موجودا في برامج تعديل الصور و حسب… بل موجود في غالبية الكاميرات الاحترافية و شبه الاحترافية ، باستخدام هيستوجرام الكاميرا حسب المبدأ المبين في هذا الموضوع يمكننا أن نلتقط صورة موزونة التعريض من الأصل ! و هذا يجب أن يكون هدفك من الأساس… لا أن تفكر بأنك تستطيع أن تلتقط أي شي طالما أنك تعرف كيف تعدلها لاحقا… باستخدام الهيستوجرام!

Frozen (video and photo projects)

No, I’m not talking about my blog activity although I know that I only posted 3 posts since the beginning of the year (one of them was written in last October). I’m talking about real things… frozen.

Here are some photo and video project I did during the past few months which I should’ve posted earlier but decided to collect them and post them all together in one thematic post.

———————–

A Foggy Christmas Eve from Moayad Hassan on Vimeo.

I went to the canal behind Birmingham University train station just before dusk on christmas eve (2009). The weather was beautifully foggy all day, so it was a unique photographic opportunity for me.

The place was in almost total darkness. The only main lighting source I had was the orange ambient light from the distant streets which was intensified by both the fog and the snowy grounds. Other than that some lights behind the trees and the fence of the train station also helped a little.

—————-

Reservoir from Moayad Hassan on Vimeo.

This is after the first small blizzard we had yesterday, later at night the amount of the snow doubled here in Birmingham. It’s as irresistible scene for us since we don’t see the snow that often, and not at all back in Kuwait!

———————

And here are some snowy photographs as well:

Three Ways... One Destination Ghost/Train Snow Walker Razor Sharp

———-

I hope you enjoy these works 🙂

Rangefinder (2/2)

Ok, so there is a downside to using a 40 year old camera, the risk of technical failure gets higher, and that’s what happened to my aged Konica!

As I said in my previous post, the light meter stopped working after just few exposures, but that’s not the big problem, the real problem happened just before loading a second film in the camera. I was testing the shutter without a film and I heard a strange click after which the shutter got completely stuck! Without going into much detail, I took the camera to a shop to get it fixed (in London), and the guy told me it would cost me £75 to get it all cleaned and lubricated… of course I said ‘No thanks!’ 😛

I listed the camera ‘as is’ in ebay and sold it for £10 which is not bad at all 🙂

Few weeks after this incident I had a chance to attend the Wolverhampton Camera Fair, UK’s biggest independent camera fair! It is any camera collector’s heaven! (more about that here (arabic))

I originally was looking for a Canonet Q17, but couldn’t find one, so I got myself a younger Ricoh 500 RF for about £25 (plus £2 for a strap). Of course by younger I mean it is only 30 year old… at least I’m older than her 😛

This time the camera worked very well. I shot and developed 2 films already and the results are just wonderful (you can see some of them at the bottom). The lens on this one is 40mm f/2.8, not as fast as the Konica but it does the job. It is also lighter and smaller with more plastic parts. As for the look, well it may not be as cool as the Konica but it is funkier and more modern looking. Since it is almost as small as the Leica D-Lux 4 I can use it as an everyday camera, it will not strain my nick or bulge my bag.

Ricoh 500 RF Ricoh 500 RF Ricoh 500 RF Ricoh 500 RF Ricoh 500 RF Ricoh 500 RF

————

Notes:

ما هو الرينج فايندر؟ موضوع مفصل من جزئين على موقع تصويري