أرشيف الوسم: tasweery

هيستوجرام

الهيستوجرام هي واحدة من أهم الأدوات (إن صح التعبير) التي تعين المصور على الحصول على الصورة الصحيحة… أو على الأقل الصورة التي يريد من ناحية التعريض و الأوان بل و حتى من حيث التكوين ، إن لم تكن لديك دراية ولو بسيطة بما هو الهيستوجرام و كيف يستخدم فإن شكل الهيستوجرام قد يبدو لك و كأنه لغز !

من الواضح أن الهيستوجرام هو رسم بياني ، التصوير هو بالطبع عملية فنية و ليست حسابية أو إحصائية… فلماذا إذن نحتاج كمصورين لهذا الرسم بياني؟

هذا الرسم البياني يبين لنا باختصار و بشكل بصري توزيع الإضاءات داخل الصورة ، أي يوضح لنا -على سبيل المثال- إن كان تعريض الصورة زائدا أو منخفضا عن الحد الطبيعي ، قد تسأل الآن: أستطيع أن أرى بعيني تعريض الصورة و مشاكله إن وجدت… فلماذا أحتاج لرسم بياني ليخبرني هذه المعلومة البسيطة؟

الجواب هو أنك لا تستطيع دائما الحكم على تعريض الصورة بطريق النظر المجرد! أولا لأن شاشات الأجهزة المختلفة تتفاوت من حيث شدة و نوعية الإضاءة و الأوان التي تنتجها ، و ثانيا لأنه حتى بالجهاز الواحد يختلف تقديرنا للإضاءة و الأوان بحسب حالة الإضاءة المحيطة بالشاشة (حسب كمية و نوعية ضوء الغرفة) ، و ثالثا لأن العين ذاتها تخدع أحيانا و تتأثر بما اعتادت عليه من ضوء أو بمقدار الإجهاد الذي تحسه و غيرها من العوامل.

هل حدث لك أحيانا أن صورت خارج المنزل أو الأستوديو و كنت متأكدا بأنك حصلت على أروع النتائج بالنظر إلى شاشة الكاميرا و لكن عندما قمت بإنزال الصور للكمبيوتر تفاجأت بأن تعريضها أقل مما يجب؟

حل حدث لك أحيانا بأنك أخرجت صورا غاية بالروعة على جهازك و أنزلتها للإنترنت و لكنك تفاجأت عندما شاهدتها من أجهزة أصدقائك بأن جميع صورك زائدة التعريض؟

ذلك أمر طبيعي و قد يحدث لأي منا ، و لكن هناك طرق مختلفة لتفادي هذه المشاكل ، إحدى هذه الطرق هي التعرف على استخدام الهيستوجرام ، فالهيستوجرام بالنهاية هي أداة قياس علمية تعطيك الحقائق و لا تتأثر بالظروف المحيطة و لا بالأخطاء البشرية.

السؤال الآن…

كيف يقرأ الهيستوجرام؟

الهيستوجرام كما ذكرنا أعلاه يعطينا تحليلا لتوزيع الإضاءة بالصورة ، المحور الأفقي (العرضي) بالرسم يمثل شدة الإضاءة و الطولي كمية هذه الشدة.

نبسط أكثر…

لنأخذ الخط الأفقي (العرضي) … الخط يبدأ من اليسار بأكثر أجزاء الصورة إظلاما و ينتهي نحو اليمين بأكثر الأجزاء شدة ، الآن… إذا وجدنا بأن الأعمدة ناحية اليسار عالية فإن ذلك يعني بأن هناك أجزاء مظلمة في الصورة ، و العكس… إذا كانت هناك أعمدة طويلة ناحية اليمين فإن هناك أجزاء مشرقة بالصورة ، و إن كانت الأعمدة طويلة بالمنتصف فذلك يعني بأن الأجزاء المتوسطة (Midtones) كثيرة بالصورة.

إلى الآن الكلام نظري…

عمليا… أهم ما يجب النظر إليه عند قراءة الهيستوجرام هي الأطراف ، في الصورة موزونة التعريض يجب أن تنتهي أطراف الهيستوجرام عند حد قاع الرسم البياني ، فذلك يعني بأن الصورة تحتوي على جميع درجات الشدة … أو أوسع مدى ديناميكي (Dynamic Range) ممكن.

إن كان حد الطرف الأيمن من الهيستوجرام تعلوه أعمدة طويلة فذلك يعني بأن تعريض الصورة زائد (Over Exposed) لأن الأجزاء شديدة الإضاءة بالصورة كثيرة ، أما إن كان هناك فراغ في الجانب الأيمن من الهيستوجرام فذلك يعني بأن الصورة باهتة… أي أن حتى أشد أجزائها إضاءة تظل قاتمة.

و العكس صحيح عند النظر للجانب الأيسر من الهيستوجرام ، فإن كانت الأعمدة الطويلة تطغى على الحد الأيسر فذلك يعني بأن التعريض منخفض أو الأجزاء المظلمة بالصورة كثيرة ، أما إن كان مسطحا فذلك يعني أن الصورة ممتقعة و ليس فيها سواد كاف.

ضابط التعريض

عرفنا لحد الآن كيف نقرأ و نحلل الهيستوجرام ، و سنتعرف الآن على كيفية استخدامه لضبط التعريض ، هل تستطيع أن تعرف كيف هو تعريض الصورة التالية بمجرد النظر لهيستوجرامها؟

الأعمدة متمركزة بالمنتصف و كلا الطرفين الأيمن و الأيسر مسطحين….

ذلك يعني بأن الصورة منخفضة التباين (Low Contrast).

إن كنا نريد إصلاح هذه الصورة فيمكننا بسهولة استخدام أداة الـ Brightness/Contrast لضبط التباين بتحريك مؤشر واحد ، و لكن هناك طريقة أشد دقة من ذلك و لا تقل عنها سهولة.

باستخدام أداة الـ Levels يمكننا ضبط التباين بدقة و ذلك بتطبيق التعديلات على الهيستوجرام مباشرة.

في أسفل الهيستوجرام نستطيع أن نرى ثلاث أسهم صغيرة (قد تصل إلى ثمان أسهم في بعض البرامج) ، تلك الأسهم تمثل الحدود المعدلة للهيستوجرام ، الآن لكي نتخلص من التباين المنخفض علينا أن نحرك السهم الأيمن حتى يصل إلى حد القاع الأيمن للرسم البياني ، ثم بنفس الطريقة نحرك السهم الأيسر إلى حد القاع الأيسر للرسم ، بذلك نكون قد غيرنا توزيع الإضاءات و حصلنا على صورة موزونة التعريض بدقة.

كإضافة من عندك يمكنك أن تحرك السهم الأوسط لتضبط درجات الإضاءة المتوسطة حسب الذوق.. تفنن فيها كما تشاء 🙂

الخلاصة

الهيستوجرام هي أداة دقيقة لقياس تعريض الصورة بعيدا عن التخمين و عن الوقوع تحت تأثير الظروف الخارجية ، قد يبدو شكل الهيستوجرام مرعبا بالبداية… و لكن عند التعرف عليه سيجعل الحياة أكثر سهولة ليمكنك من تعديل الصورة حتى دون النظر إليها!

أساس فهم الهيستوجرام هو إدراك التوزيع المناسب للأعمدة على خط العرض ، فالصورة الموزونة هي التي تتوزع فيها الأعمدة لتغطي القاعدة كاملة و لا تتجاوزها ، و يمكن استخدام أدوات التعريض لضبط تلك الأعمدة كما ينبغي.

————-

ملاحظات:

– التعريض “الصحيح” هو بالنهاية أمر نسبي و يرجع لذوق المصور و لطبيعة الصورة ذاتها ، ليس هناك نوع واحد من التعريض يمكن أن يتفق عليه جميع المصورين ليكون مناسبا لجميع الصور! و لكن التعريض “الموزون” الذي نتحدث عنه في هذا الموضوع هو التعريض الذي يتيح أكبر قدر من المدى الديناميكي و يعطينا صورة تبدو “طبيعية” و مريحة للعين.

– قد يكون متعمدا أن تبدو الصورة زائدة التعريض (كصور الـ High Key) أو ذات مساحات مظلمة (Low Key) ، في تلك الحالة ليس بالضرورة أن تنتهي أعمدة الهيستوجرام عند الأطراف كما ذكرنا ، و لكن الهيستوجرام بدون شك سيكون مفيدا جدا في تقدير مدى “التجاوز” المطلوب و في ضبط الطرف الآخر من أطراف التعريض.

– بالإضافة لأداة الـ Levels يمكن استخدام العديد من الأدوات لتعديل الإضاءة ، أداة الـ Curves على سبيل المثال تعمل بنفس المبدأ و لكنها تعطي تحكم أكبر بالإضاءة ، و من ناحية أخرى يمكن استخدام أداة الـ Auto Contrast للتعديل الأوتوماتيكي بدون أي مجهود على الإطلاق.

– في هذا الموضوع استخدمنا الهيستوجرام الأحادي أو الـ Luminance Histogram و هو الذي يعطينا التعريض المبسط للصورة كما لو كانت صورة بالأسود و الأبيض ، هناك نوع آخر من الهيستوجرام و هو الهيستوجرام اللوني (Color Histogram) و يعطينا شدة إضاءة كل لون (قناة) من الألوان الأساسية للصورة ، عن طريق هذا النوع يمكننا أن نعرف -و من ثم نعدل- شدة كل لون و مدى تركزه في الأجزاء الشديدة أو المظلمة أو الوسطى من الصورة ، ربما سنتحدث عن هذا النوع و تطبيقاته في مواضيع لاحقة.

– الهيستوجرام ليس موجودا في برامج تعديل الصور و حسب… بل موجود في غالبية الكاميرات الاحترافية و شبه الاحترافية ، باستخدام هيستوجرام الكاميرا حسب المبدأ المبين في هذا الموضوع يمكننا أن نلتقط صورة موزونة التعريض من الأصل ! و هذا يجب أن يكون هدفك من الأساس… لا أن تفكر بأنك تستطيع أن تلتقط أي شي طالما أنك تعرف كيف تعدلها لاحقا… باستخدام الهيستوجرام!

ألوان نص ونص

في منتصف التسعينات من القرن الماضي ظهر لنا مغني “البوب” العربي عمرو دياب بفيديو كليب كسر الدنيا في ذلك الوقت لأغنية “راجعين” ، و حسب ما أذكر أنه تم إنتاجه في المملكة المتحدة و كلف “المبلغ الفلاني”.. الأمر الذي لم يكن سائدا في ذلك الوقت ، لعل أبرز ما كان يميز ذلك الفيديو كليب هو مقدمته التي صورت بالأسود و الأبيض دلالة على فترة الأربعينات التي تمثلها… و وسط هذا العالم الأسود و الأبيض يظهر لنا بطل الأغنية و هو “يتمخطر” وسط الجموع عديمة اللون… بالألوان!

amr

دلالة هذه “الحركة” واضحة بالفيديو كليب ، فعمرو دياب هو زائر من المستقبل (1995) بينما العالم الذي يزوره هو الماضي (1942) بالتالي الماضي يتمثل بالأسود و الأبيض و المستقبل بالألوان ، و طبعا مسألة الماضي والحاضر نسبية و تعتمد على مكان تواجدنا على خط الزمن….. مو هاذي سالفتنا 🙂

حركة خلط عنصر ملون بخلفية بالأسود و الأبيض -بالفيديو- كانت أمرا عجيبا في ذلك الوقت.. بالنسبة لنا على الأقل ، و لكنها حتى في عام 1995 لم تكن أمرا جديدا… فقد استخدمت قبلها -على سبيل المثال- في فلم Last Action Hero لحاكم كاليفورنيا آرنولد شوارتزنيغر و بشكل كان في غاية الإبهار! طبعا الفلم كان منتجا عام 1993.

كل ذلك كان على صعيد الفيديو و السينما ، أما على صعيد التصوير الفوتوغرافي و التصميم .. فهذه “الحركة” تذكرني ببطاقات المعايدة و كروت بوكيهات الورد التي انتشرت بفترة سابقة لهذا كله ، للأسف لم أجد مثالا لها… و لكن من عاصروا فترة أواخر الثمانينات و أوائل التسعينات ربما يتذكرون صورة الرجل “الكاشخ” بالبدلة و الذي يخبئ خلف ظهره بوكيه ورد أحمر… و طبعا البوكيه هو الوحيد الذي كان ملونا… بينما بقية الصورة كانت بالأسود و الأبيض ، أو صورة الطفلة -الأسود و الأبيض- التي ترتدي قبعة ذات لون وردي فاقع ، إن ذهبت لمحلات الورد في حولي ربما تجد بعضها ما زال يبيع مثل تلك الكروت.

نرجع بالتاريخ للخلف لنجد هذه اللقطة :


flag
John Gage, Colour in Art, 2006, p 151

هذه لقطة من فلم Battleship Potemkin للمخرج الروسي Sergei Eisenstein و المنتج عام 1925 !

في ذلك الوقت لم تكن الأفلام السينمائية الملونة شائعة ، و لكن سيرجي إيشنستاين قام بتلوين الأعلام الحمراء يدويا على مادة الفلم نفسه.. صورة صورة.. من أجل أن يحصل على هذا التأثير الذي أراد من خلاله أن يؤكد على رمز الثورة.

في القرن الواحد و العشرين و عالم الديجيتال الذي نعيش فيه اليوم أصبحت هذه “الحركة” من أسهل ما يكون ، فقط قم بالبحث عن كلمة “cutout” أو “selective colouring” و ستظهر لك مئات الدروس التي تعلمك “أساليب” القيام بها باستخدام برامج التعديل المختلفة ، و أخونا العزيز ماجد سلطان قام بشرحها بشكل مبسط… و بالفيديو.

يعني “الحركة” باتت معروفة و ليس هناك ما هو أسهل منها إن أردت تنفيذها ، و لكن السؤال هو….

لماذا ؟!

سيرجي إيشنستاين بالتأكيد كان من أوائل من استخدمها… و كان استخدامه لها له دلالات رمزية ..
كروت الثمنينات/التسعينات كانت متماشية مع موضة تلك الفترة ..
أرنولد شوارتزنيغر استخدمها بشكل جديد و مبهر جدا بالنسبة لذلك الوقت …
عمرو دياب برز بها في وقته… و استخدامه لها أيضا كان له دلالات رمزية…

و لكن… ما هو عذرك لتستخدمها اليوم؟

حب التعلم و التجربة هو شيء جميل و لا يعيبه أحد ، فلا بأس أن يتعلم الإنسان “الحركات” و يجربها.. على الأقل لإشباع فضوله ، و لكن ماذا بعد هذه التجربة؟ هل لديك دافع و هدف حقيقي لاستخدام هذه “الحركة” التاريخية؟

نعم ، المصور و الفنان الجاد يجب أن يكون لديه هدف من ما يقدمه من أعمال ، فلو سئلت “لماذا العنصر الفلاني بصورتك ملونا و الخلفية غير ملونة؟” فيجب أن يكون لديك جوابا مقنعا لذلك السؤال! و إلا مالذي ستقوله؟

“حركة”؟ “تجربة”؟ “بس جذي”؟ “لأن شكلها حلو”؟ “علشان أبي يبرز العنصر”؟

جميعها أجوبة واهية ، فالـ”الحركة” بذاتها هي ليست شيئا جديدا… بل هي قديمة جدا و انتهت موضتها منذ زمن بعد أن استهلكت و ما زالت تستهلك لتصل إلى مرحلة الكليشيه!

“الحركة” بذاتها إذن فقدت قيمتها ، إلا في حالة واحدة… إن كان هناك ما يبرر استخدامها ، يعني “إبراز العنصر” أو ” جعل شكله “حلوا” هما أمران شبه مقبولان… و لكن يبقى السؤال هو “لماذا استخدمت هذه الحركة بالذات لإبراز العنصر أو تحليته؟” بينما هناك عشرات الطرق الأخرى التي يمكن استخدامها لذلك…. كـ”تصوير” العنصر بشكل بارز و “حلو” من الأساس على سبيل المثال!

ستقول بأني أكره هذه “الحركة” و متحامل عليها؟

نعم أنا كذلك 🙂

و سأظل كذلك لجميع الاسباب التي ذكرتها أعلاه إلى أن يأتي يوما ما من يقنعني بغير ذلك… و لكني لن أحبس أنفاسي حتى يأتي ذلك اليوم 🙂

السؤال الآن بعد هذا الكلام… هل ستفكر أنت باستخدام ألوان النص و نص بعد اليوم؟

مشروع المئة صورة

ماذا أصور؟

سؤال يتبادر إلى ذهن المصور لمرات أكثر من اللازم كلما أراد تحديث مجموعته التصويرية أو ألبوم فلكره! فإن وجد له جوابا سهلت حياته.. و إن صعب الجواب فإن العودة إلى الأرشيف هو ملاذه.

في المرة القادمة التي تسأل بها نفسك “شنو أصور؟” لا تتوتر إن لم تجد جوابا ، فلدينا حل سريع…

هناك الكثير من الأفكار و الخطط و الحركات التي يمكن للمصور أن يلجأ لها من أجل الخروج بمشروع تصويري سريع ، و سنقدم اليوم لكم فكرة واحدة علها تفيدكم بالأيام العصيبة.

مشروع المئة صورة

فكرة المشروع ببساطة هي تقييد نفسك بتصوير مئة صورة خلال وقت قصير في مكان واحد ، في السابق كانت الفكرة هي تصوير رول فلم كامل خلال مدة قصيرة ، و لكن عالم الديجيتال سهل العملية و أعطانا حرية أكبر في تنفيذ هذا المشروع ، لا تهتم للتفاصيل كثيرا.. الفكرة هي أن تمرن إصبعك على الضغط على زر الشتر بسهولة و سلاسة و تمرن عينك على سرعة ملاحظة و تركيب التكوينات ، التفاصيل التقنية هنا لا تهم كثيرا ، طريقة و أسلوب تنفيذ هذا المشروع مرنة و تستطيع تعديلها بالشكل الذي يناسبك ، فيما يلي مجرد قواعد و نصائح يمكنك تطبيقها كما هي بالبداية إن أردت :

1- إختر الموقع:

قد يكون هذا أصعب قرار يتخذه المصور في بداية أي مشروع ، هذا المرة ليس عليك أن تقلق كثيرا حول هذا القرار ، إختر أي موقع مريح بالنسبة لك ، إحدى غرف المنزل ، حديقة المنزل ، الكراج ، داخل السيارة ، شارعكم ، جمعيتكم ، ملعب الأطفال القريب منكم ، مكتبك بالدوام ، مواقف سيارات الدوام…. الخ ، المهم أن تكون مرتاحا و أن يكون المكان يحوي على “أشياء” يمكن تصويرها.

لا تختر مكانا واسعا جدا حتى لا تضيع بداخله ، لا تقل “سأصور على شاطئ البحر” بل حدد أي جزء منه بالضبط ، و تذكر… ليس مهما أن يكون المكان جميلا بقدر ما يكون مريحا لك.

2- وقت لنفسك:

كم تحتاج لتصوير مئة صورة؟ أعط نفسك عشر دقائق ، أو خمس عشرة دقيقة كحد أقصى ، تذكر أن الهدف هو التدرب على السرعة و ليس التقاط 100 صورة رائعة!

3- إضبط إعداداتك:

ميزة التصوير بمكان واحد هي أن ظروف الإضاءة لن تتغير معك كثيرا ، إختر عدسة و إعدادات تعريض مناسبة ، كلما خف ما تحمله معك من عدة كلما كان الأمر أفضل ، إن استطعت فتجنب الفلاش لأن فترات إعادة شحنه ستأخرك ، يفضل أن تكون الكاميرة محمولة وليس على ترايبود ، إستخدم مانع الاهتزاز و إعداد التصوير المتتابع (Burst) إن أردت… فسرعة التصوير و سرعة الحركة ستؤدي للكثير من الصور المهزوزة إن لم نكن حذرين.

إستخدم نظام jpg بدلا من الـ RAW ، مئة صورة بعشرة ميجابايتات سيكون حاصلها جيجابايت كامل ! لاداعي للإسراف 🙂

4- صور ! :

خذ نظرة شاملة على المكان ، أنظر إلى الساعة ، حرك قدميك ، إرفع الكاميرا إلى عينك ، حرك سبابتك (أو أي اصبع يريحك 😛 ) و اضغط الزناد !

إقترب من الموضوع ، كلما ركزت على التفاصيل كلما زادت فرصة التقاط شيء جديد ، إستخدم العينين بنفس الوقت ، عين على المشهد و عين على الفيوفايندر ، لا تلتقط أكثر من ثلاث أو أربع صور لنفس الموضوع من نفس الزاوية ، تحرك باستمرار… لا تقف في نفس المكان لأكثر من دقيقة ، تجنب النظر إلى شاشة الكاميرا بعد كل صورة! لا تقم بمسح أي صورة!

5- إضبط نفسك :

تذكر أن عوامل التوقيت و المكان و عدد الصور هو أهم ما بهذا المشروع ، يعني لا تاخذ راحتك زيادة عن اللازم 🙂

لاداع لضبط منبه للوقت ، و لا بأس من تجازوز عدد الصور بصورتين أو ثلاث… تذكر أن لا تمسح شيئا.

6- اختر و قدم :

بما أنك صورك jpg فعملية إنزال جميع الصور إلى الكمبيوتر لن تكون صعبة ، ضع جميع الصور في مجلد أو مشروع مستقل عن بقية صورك.

الآن الق نظرة خاطفة على كل ما صورت ، قسم مارأيت إلى ثلاث فئات: صور ممتازة ، صور بحاجة لـ”شغل” ، و صور ميئوس منها ، من الطبيعي أن يكون هذا هو نفس ترتيب ندرتها… لا تخف 🙂

مهمة المشروع هنا انتهت..

الباقي يرجع لك و لذوقك ، شخصيا أفضل أن تتم التحسينات على الصور بنفس الأسلوب السريع (يعني ليس من المعقول أن تقضي ربع ساعة في تصوير مئة صورة ثم تقضي نصف ساعة في تعديل واحدة منها !) ، خزن صورك الممتازة و التي تحتاج “لشغل” و امح الصور الميئوس منها دون أن تتحسر على شبابها! لقد عرفت الطريقة الآن و تستطيع التقاط صورا لا حصر لها من نفس النوع.. فلا تبالي!

الآن ، اعرض أفضل نتائجك هنا في ردك على هذا الموضوع.. إن أردت 🙂

وراء الصورة: ربيع

نعرض في هذه الزاوية صورة لأحد المصورين و نقوم بتحليلها و النظر لما هو أبعد مما تراه العين ، في هذه الحلقة نتناول صورة ربيع للمصور almsbah.

كنا نعرف قصة الغراب الذي ضيع مشيته و مشية الحمامة ، فهل سمعنا عن “خزامة” أو “عرفجة” ضيعت لونها و لون الأوركيد؟

نعم ، يحدث ذلك أحيانا ، و لكن ليس مع زميلنا نجم المسباح..

“ربيع” .. ما أبسطه من عنوان و ما أبسطها من صورة لأبسط موضوع ، الألوان بسيطة و التكوين بسيط و الإضاءة بسيطة ، إكتملت كل عناصر البساطة في هذه الصورة و تكاملت لتصل إلى قلوبنا قبل أعيننا دون تكلف أو تعالي.

ما هي الحاجة الملحة التي تدفعنا كمصورين لأن نرسل صورة كهذه إلى صالونات الفوتوشوب من أجل “تجميلها” و “تحسينها”؟! لو كنا “صنعنا” عناصر هذه الصورة بأيدينا فهل كنا سنجعلها “أجمل” مما هي عليه الآن؟

هل “نستحي” من أن نظهر بيئتنا بجمالها الطبيعي؟ هل أصبحنا “نستعر” من “جلحة” رمالنا و تغبيرها لأوراق نباتات صحراءنا و أزهارها؟

نعم ، هذه هي أرضنا و هذه هي ألوانها… فإن كانت هي تفخر بذلك فعلينا نحن أيضا أن نعاملها بالمثل و لا نتعالى عليها… فخيرنا بفضل الله منها و لا خير لنا بسواها!

شكرا أخي نجم ، أشكر لك بساطتك و أشكر لك تذكيرنا بجمال خلقة ربنا.. كما هي.

وراء الصورة: في زحمة الناس

نعرض في هذه الزاوية صورة لأحد المصورين و نقوم بتحليلها و النظر لما هو أبعد مما تراه العين ، في هذه الحلقة الخاصة سنتناول صورتين و فيديو كليب بالتحليل و هم:

All of Them by Feras Malallah
Stop the Zombies! by iKalid
لا إله إلا الله للمنشد مشاري العفاسي

 

يتساءل فراس في هذه الصورة عن ما بين جموع البشر الذين يراهم في شوارع نيويورك من اختلافات ، الاختلاف بالشكل أمر واضح… و لكن التساؤل هو عن الفرق بينهم في أفكارهم و نواياهم ، و يتسائل إن كان عجبه هذا سيزول إن استطاع الدخول لعقولهم لمعرفة كل ذلك؟ و لعل السؤال الذي يلي ذلك هو هل فعلا حصولنا على تلك القدرة “الخارقة” سيريحنا من التساؤل؟ أم أنه سيجر علينا ما لا نتحمل من مشاغل لا طاقة لنا بها و نحن من بالكاد نستطيع مكابدة مشاغلنا؟ خاصة و أن تغيير أحوال الناس ليس أمرا سهلا حتى و إن علمنا تلك الأحوال.

 

 

خالد من ناحية أخرى يستغرب من طبائع البشر في التعامل مع ما يجابههم من مصاعب و عقبات الحياة ، كل فرد يختلف عن الآخر… فهناك من يتعلم من الأخطاء و يتفاداها و هناك من لا يتعلم و يظل يسلك أصعب طرق الحياة و أوعرها مرة تلو الاخرى ، النوع الأخير لا يملك إلا أن يعيش معيشة العبيد! فهو عبد لما يطلق عليه اسم “الظروف” ، و نتيجة لعبوديته يبقى فريسة للهموم و يظل يعاني الوحدة حتى مع كثرة من حوله من الناس.

الآن نأتي إلى الحل..

 

لا بد من أنك تساءلت نفس تساؤل فراس في يوم من الأيام و أنت تسير وسط زحمة الناس ، ترى بماذا يفكرون؟ و إلى أين يتوجهون؟ و هل أريد أن أعلم ذلك؟

و ربما يوما أحسست بأنك واحد من العبيد أو “الزومبي” الذين تحدث عنهم خالد؟ ربما بالفعل أحسست بالوحدة رغم زحمة من حولك من البشر؟

في كلا الحالتين إن فكرت مليا ستجد أن الجواب و الحل موجودان و يحيطان بنا من حيث لا نعلم 🙂

ينبهنا مشاري بأن الناس في وسط زحمة الحياة و مشاغلها تنشغل بأحوالها و تنسى أن هناك ربا ودودا يعلم حالها و هو القادر على عونها ، هذا الرب سبحانه يرى الجميع و لا فرق عنده بينهم بالرحمة ، من المستحيل أن نعلم أحوال الناس.. و قد يكون من الصعب على الناس أن يعلموا أحوالنا.. و هذا من رحمة الله بنا! فهذة خاصية ينفرد بها خالق الكون لأنه الواسع و الوحيد القادر على أن يشمل برحمته كل الكائنات ، هناك فرق بين من يعلم و بين من يعلم و يقدر ، العلم وحده دون القدرة قد يسبب لنا المتاعب… بل وحتى القدرة قد تكون خطيرة دون عدل يوجهها ، فهل جميعنا يملك العلم و القدرة و العدل؟

بالطبع لا!

فوحده الله سبحانه من ..

يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور

و من ..

أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون

و من..

يقص الحق و هو خير الفاصلين

سبحانه!