أرشيف التصنيف: Media

Qibla Walk (video project)


Watch it on Vimeo.

I started the walk from the small port against the National assembly without really knowing where to go next, so I just crossed the Gulf Street and filmed away. I shot some of the old mosques, the old souk, the old Municipal building, Fahad Al Salem Street and ended the video with the Muthanna junction. And I say I ended the video here because I continued shooting more footage as is got darker which I’m saving for another video.

I used the Canon 5D mkii with the Canon 24-105mm L f/4 and the Manfrotto 61BHDV, which I haven’t used for a long time! Also for the first time in 9 years or so I used Adobe Premiere to edit! I must say that using the CS6 is a dream, it is definitely the software to stick with. Buying FCP X (at the time of writing this) was a big mistake!

Music by: Feather Drug.

You might also want to watch Sharq Walk from the same series.

————

فيديو قمت بتصويره حول منطقة “جبله” في مدينة الكويت، الفيديو يعتبر متابعة لسلسة إعادة استكشاف وتوثيق أرجاء المدينة.

بين الجمال والحال

والجمال ليس حاجة بل هو نشوة.
وما هو بفم عطشان، ولا يد ممدودة فارغة، إنما هو قلب مشتعل ونفس مفتونة.

وما هو بالصورة التي تود أن تراها، ولا الأغنية التي تود أن تسمعها، إنما هو صورة تراها وإن أغمضت العين، وأغنية تسمعها وإن سددت الأذن.

. . .

الجمال هو الحياة عندما تكشف عن وجهها القدسي.
ولأنتم الحياة، وأنتم الحجاب.

وهو الخلود يناظر وجهه في المرآة.
ولأنتم الخلود، وأنتم المرآة.

-جبران خليل جبران، النبي

الكلمات أعلاه هي طريقة جبران خليل جبران لقول المثل المستهلك “الجمال بعين الرائي” أو “Beauty is in the eye of the beholder“، معنى ذلك أن الجمال موجود بكل شيء حولنا إن أردنا نحن أن ننظر إليه، وأن من لا يجد حوله إلا القبح.. أو من يشعر بحاجة “للبحث” عن الجمال.. فعليه ببساطة أن يتوقف عن البحث عنه فيما حوله لأنه من الأسهل أن يستخرج الجمال المحبوس داخل نفسه.

لست فيلسوفا ولست أديبا للأسف، لذلك سأوقف الحديث عن أدب جبران وفلسفته، ولكني أفهم في أمرين: الثقافة البصرية والإتصال المرئي، لذلك سيكون هذا المجالان هما مرآتي التي أرى الجمال منعكسا عليها.

سأبدأ بالحديث عن دافعي لكتابة هذا المقال حتى تكون معي بالصورة، دافعي الأساسي هو هذا الفيديو:

ليس عليك أن تشاهد أغنية مشعل العروج كاملة، فقط أول دقيقة منها قد تجلب لك الإكتئاب (كما حصل معي)، شوارعنا وصخة، مشاريعنا وافقة، مدارسنا تعبانة، مطارنا يفشل، رياضتنا متأزمة، ثقافتنا انتهت، مجتمعنا مش طايء بعضه، ربعنا بالخليج سبقونا، ويالله لازم نتكاتف ونشد حيلنا ويبيلنا واحد سوبرمان قوي بس يتخذ قرار جريء ويحل كل هالمشاكل بجرة قلم! يعني كلام تويتر والدواوين كله تم اختصاره بخمس دقائق.. وأنا اختصرت لك إياه بسطرين.

شالمشكلة؟

ربنا ما يجيبش مشاكل 🙂 ليس هناك مشكلة (سوى حالة الاكتئاب التي أصابتني والتي زال جزء كبير منها بعد ما تغديت ولله الحمد)، فأنا متأكد بأن الأخ الفنان مشعل العروج والأخوة المشاركين في إنتاج هذا العمل لم يبذلو المال وهذا الجهد الذي يشكرون عليه إلا لوجود دافع حقيقي هو ما شحذ همتهم واستلها في وجه ما يشاهدونه ويسمعون به من مشاكل وأزمات متتالية مرت بالبلد، فجاء انعكاس هذا الواقع الذي عايشوه على شكل هذه الأغنية المصورة، لذلك نحن نحيي فيهم شعورهم واهتمامهم وهمتهم ولا نشكك بنواياهم الصادقة بإذن الله.

ولكن، السؤال هو: ما هي الفائدة المرجوة من هذا العمل؟ أو بمعنى آخر.. كيف سيساهم هذا العمل في حل المشاكل التي طرحت من خلاله؟

طبعا هناك جواب معلب حفظناه من أهل الفن والإعلام عند توجيه أي انتقاد للرسالة السلبية المصاحبة لما يقدمونه من أعمال، وهو أننا “نطرح مشاكل المجتمع بواقعية” وأن “تشخيص المشكلة هو نصف الحل“! (وإذا ضغطت عليه أكثر قالك “إللي مو عاجبه لا يطالعنا!”)، المشكلة في ذلك هي أن العموم لدينا بارعون بالتشخيص.. ليس هناك من هو أشطر منا في تشخيص المشاكل، ولكن من هو المسؤول عن النصف الثاني من العلاج… ما إلك إلا سوبرمان طبعا!

ذكرت في مواضيع الصورة الكبيرة و ما يهم بأن أساس الأزمة أو المشاكل التي أشبعناها تشخيصا يكمن في ثقافة مجتمعنا وليست في سياسته أو قادته، وذكرت كذلك بذات المواضيع بأنه إن كان هناك من حل لهذه الأزمات والمشاكل فهو يكمن في تغيير ثقافة هذا المجتمع، وذكرت بأن مفتاح تغيير الثقافة بيد صانعيها.. وهم المثقفون من الأدباء والفنانين والإعلاميين والمعلمين، ومشعل العروج والفريق المصاحب له هم من ضمن هؤلاء الفئة ونحن نحضهم ونشجعهم على الاستمرار وندعو غيرهم للاقتداء بهم، ولكن ما هو أهم من ذلك هو محاولة توجيههم نحو الأساليب الأمثل لتجاوز “التشخيص” والوصول لمرحلة العلاج.. بل ولتجنب تحول هذه الأعمال إلى وباء آخر قائم بذاته.. وهو وباء السلبية!

ما هي أصعب الأزمات التي يمكن أن تحل بأي مجتمع؟

إحصاء المشاكل والأزمات لا ينتهي.. ولكن بالتأكيد الحروب تعتبر من أشدها، أليس كذلك؟ لننظر في سجل التاريخ المرئي (بحكم أن هذا هو تخصصي) ونبحث أقوى الإعلاميات المرئية التي ألهمت الشعوب للنهوض من أزماتها وحزنها ودفعتها للتخلص من ما يحيط بها من مشاكل.. خاصة في وقت الحروب.

عندما دخلت بريطانيا الحرب مع ألمانيا أيام الحرب العالمية الأولى (١٩١٤) ما دفع الشباب للانخراط بالجيش للدفاع عن وطنهم ودحر قوى دول المحور لم يكن صور الشهداء أو المعذبين الدمار الذي أصاب أوربا، بل الرسالة التي اختارت وزارة الدفاع البريطانية توجيهها لشباب الوطن كانت بتصويرهم هم كمحور للتغيير والنهوض بوطنهم من خلال تبيان حاجة هذا الوطن لهم، هي إذن محاولة لتحميل الشباب -كل واحد منهم- مسؤولية الدفاع عن الوطن.. وعن الملك!

كمثال آخر ننتقل للحرب العالمية الثانية وللولايات المتحدة مع بوستر We Can Do It الشهير، وجه لنساء الوطن للمشاركة في المجهود الحربي من خلال النشاط الإيجابي، و من ثم (خلال الثمانينات) استغل لإبراز قوة العمل النسوي.. إيضا بإيجابية بدلا من الاكتفاء بالتحلطم والتباكي على وضع المرأة الاجتماعي.

freekuwait

أي حملة إعلامية ناجحة يجب أن تتوفر فيها شروطا علمية وتسبقها دراسة مستفيضة للمشكلة التي تعالجها وللجمهور المستهدف من ورائها والأدوات المستخدمة فيها ونغمة الصوت المناسبة لها، أي أن الأمر ليس مجرد كلمتين ونغمتين وصورتين يعبرون عن “آلامنا وأحاسيسنا” وانتهى الأمر! الطرح العاطفي قد يكون مفيدا في الكثير من الأحيان.. فلا شيء يكسب تعاطف الشعوب أكثر من إثارة أحاسيسهم ومشاعرهم، نحن ولله الحمد ليس هناك من هو أشطر منا في إثارة العواطف.. ما ينخاف علينا من هذه الناحية، لكن إثارة العواطف يجب أن يتبعه استنهاض للهمم من أجل تحريك المجتمع نحو الهدف بإيجابية، عندما تثير عواطف شخص ما عن طريق طرح المشاكل والمآسي ومن ثم تتركه لحال سبيله فإنك لن تدفعه إلا لمزيد من اليأس والإحباط، يعني جل ما ستدفعه لفعله هو أن يرفع يده للسماء ويقول “يالله سهل علينا”! لماذا؟ لأنك لم تطلب منه -بوضوح- أن يفعل غير ذلك أولا.. ولم تحثه حتى لأن يفكر بنفسه بحل للمشكلة التي ألقيتها على عاتقه، هناك فرق بين أن تقوم بعمل مظاهرة أو مسرحية أو تقدم أغنية أو بوسترا يثير عواطف المتلقي قليلا ويهيئه لتلقي رسالتك، ولكن في نفس الوقت يجب أن يكون عنوان عملك الأشمل ورسالته الأساسية هي استنهاض همة هذا المتلقي للقيام بعمل محدد يوافق ما حددته أنت مسبقا كرسالة لحملتك، وهذا لا يمكن أن يتم بالإثارة العاطفية دون أن يكون هناك منهج إيجابي واضح وهدف تطلبه من المتلقي مباشرة، لا تتوقع من عموم جمهورك أن يستنتج ما تريده منه بنفسه.. أنت من يجب عليك أن تأخذ بيده وتريه الطريق الذي تود أن يسير فيه! (في حالة كان جمهورك صغيرا وتستطيع ضمان عقليته ومستوى تفكيره فالأمر مختلف)، ما لم تكن واضحا في هدفك فأنت لا تخاطر بضياع جهدك وحسب.. بل تخاطر بزيادة الأمر سوءا عن طريق نشر السلبية والإحباط في صفوف جمهورك! بمعنى آخر (برأيي الصريح جدا) من الأفضل -للمصلحة العامة- أن لا تقدم شيئا يخص الوطن أو المجتمع أو الأمة على أن تقدم شيئا غير محترف وغير مدروس قد يسبب ضررا أكثر من النفع! جادلني في ذلك إن لم يعجبك كلامي.

حلول

كتبت قبل فترة على حسابي في تويتر بأن لدي الكثير من المواضيع التي أثارتني وكانت تدفعني للكتابة عنها في مدونتي، ومدونتي بحاجة للنشاط الذي شبه توقف منذ أن وصلت مستقرا في الكويت من بريطانيا، ولكني كنت أمتنع عن كتابة هذه المواضيع عن عمد لأن أغلب المواضيع التي كانت تثيرني هي مواضيع سلبية.. وأنا أرفض أن تكون أولى مواضيعي الكويتية مواضيع “تحلطم”! (طبعا أنا كتبت كل هالكلام بأقل من ١٤٠ حرفا.. مادري شلون!) ، فأشار علي أخي مساعد برأي حكيم وهو أنه لابأس من طرح المشاكل بغرض دراستها ومن ثم اقتراح حلول لها 🙂

المشكلة الرئيسية التي طرحتها من خلال موضوعي هذا هي السلبية، علاج سلبية المجتمع بسيط… وهو نشر الإيجابية 🙂 ونشر الإيجابية مجهود جماعي ليس بالهين لأن مدمنو “الغلقة” في مجتمعنا كثر… والمقتاتون على هذا الإدمان لا ينفكون عن تغذيته بالمزيد من جرعات الكآبة المركزة، تصفح أي جريدة أو شاهد أي قناة عربية أو تابع هاش تاق #كويت وستكتشف ذلك بنفسك، لذلك فالطريق طويل.. ولكن العدة جاهزة والعتاد متوفر والحمد لله.

الإيجابيون وأصحاب الإنجازات في البلد كثيرون ولا يحتاجون إلا لأن يتعرفو على بعضهم البعض ويتعاونو فيما بينهم من أجل أن تصل رسائلهم لشريحة أكبر من المجتمع، ففي الوقت الذي يشتكي فيه العروج من تدني ثقافتنا فإني على العكس من ذلك.. أعاني من ضيق الوقت منذ أن وصلت للكويت لأني “مو ملحق” على المعارض الفنية والندوات والملتقيات الثقافية التي بودي أن أزورها وأشارك بها.. وليس في ذلك مبالغة! لكن المشكلة بأن الضوء لا يسلط على هذه الأنشطة بالشكل الكافي إعلاميا.. وبسبب ضعف التنسيق بين الجهات المنظمة لهذه الأنشطة الثقافية (باعتراف أهلها!)، كمثال آخر الرياضة تعاني من مشاكل.. صحيح.. ولكن رغم ذلك فالإنجازات الرياضية لم تنقطع.. ولكن أخبار الخلافات والتدخلات السياسية (وهي لا تهمني بالمرة ولا أعرف تفاصيلها ولا أريد ذلك) هي الطاغية لأن بيعها إعلاميا أسهل.

إن كنت قد قرأت كلامي ووصلت حتى هذه السطور الأخيرة (وما زلت تذكر الأولى) فأنت لست ممن لا يرون حولهم إلا القبح، فهؤلاء لم يصلو إلى نصف الكلام المكتوب حتي قالوا “شهالكلام المثالي الفاضي!” أو “إنت تقرق وايد” فملوا وتوقفوا عن القراءة وتوجهوا إلى متابعة “المثيرات” من الأخبار والقصص، لكنك بالتأكيد ممن يجدون الجمال في أنفسهم فيكونون هم انعكاسه ومرآته كما يقول جبران، واستشفاف الجمال وعكسه للغير هو منتهى الإيجابية، عندما تحدثت سابقا عن دور المثقفين والأدباء والفنانين في إثراء ثقافة المجتمع والنهوض به فإني لم أقصد بأن الجميع يجب أن يوجه ثقافته وفنه من أجل قضايا الوطن ومشاكله! هذا هو عكس ما أقصده تماما!! فهذا التوجيه (بطريقة العروج حسنة النية) يعيد تركيز المجتمع على مشاكله وبالتالي “يجذبها” له مجددا.. وإن كانت رسالة العمل تدعو لحب الوطن أو نبذ الطائفية! (أدعو وبشدة لقراءة موضوع الصورة الكبيرة لمن لم يقم بذلك من أجل أن يتضح المقصود من هذه الجملة)، لا توجه ثقافتك وفنك إلا لنفسها! أبرز إحساسك الشخصي بالجمال أينما كان وبأي صورة ظهر، لا يجب أن تكون الأغنية “وطنية” كي “ينتفع” منها الوطن، ولا يجب أن يكون الشعر “وطنيا” أو التشكيل “وطنيا” أو العلم “وطنيا” كي ينتفع الوطن، أبدع بمجالك وارتق بفنك وثقافتك وانشر الجمال بين الناس.. حينها سيفرح الوطن وسيفرح من يعيش على أرض الوطن وسينهض الشعب بنفسه ويحارب مشاكله بنفسه ويبني عزه ويعيد مجده بنفسه.

Sharq Walk (video project)


Watch it on Vimeo.

Kind of random footage I shot during a photo-walk around Sharq area in Kuwait and put quickly together. The video shows the three faces of Kuwait City; the super-modern, the developed and the completely neglected. I know that some might find the work emotional, but I’m leaving it up to the viewer to chose and describe his or her own emotion. The subjects shot include: Kuwait Maritime Museum, Sharq Marina, Sharq Mall, the Fish Market and various old and modern buildings of Kuwait City.

Shot with my Canon 5D MKII with Canon 100mm L f/2.8 Macro. Edited, regrettably, with Final Cut Pro X. I must say that I’m hating FCP X the more I use it, and I want my money back! I really hope for a drastic update to the software soon, that and I hope I still can download the demo of Premier CS “whatever number currently available” and give it another try.

Music is by the always beautiful and creative Feather Drug.

You might also want to watch Qibla Walk from the same series.

———-

فيديو قمت بتصويره أثناء تجوالي مشيا حول منطقة شرق في مدينة الكويت، تظهر بالفلم مجموعة من المباني والمناظر التي تمثل وجهي مدينة الكويت الحديث والقديم.

Malaysian Streets (photo project)

To view the full set.

After five years since my last visit to Malaysia I lately went back to my favourite holiday destination. It was a short visit which was mostly spent with the family inside the resorts, by the swimming pool or in the shopping centres. Nevertheless, we managed to get few short photographic escapes in the streets of Penang and Kuala Lumpur.

I brought my Canon 5d MKII for this trip because I knew that most of my street photography will be at night, so the Canon 85mm f/1.2 will be my best friend. The Leica M7 had to stay at home because I don’t have lenses fast enough for it, and because I have a small pile of films waiting to be processed already! I was also looking forward to buy some films and chemicals from there, but unfortunately I didn’t have time to visit the speciality shops I was planning to visit, and most of the high street photography shops I found (and there are a lot of them!) didn’t have film in stock anymore. I did buy a bunch of Lomography films nonetheless for a relatively cheap price, they should be enough for me for the time being.

The photographs in this set were shot in two locations; Batu Ferringhi in Penang and Kuala Lumpur City Centre (KLCC) around Jalan P Ramlee (I think!). Batu Ferringhi is the night market, a street full of small street side shops selling all kind of cheap stuff from art to clothes to knockoff DVDs and watches. It’s loud, crowded and colourful, a street photographer’s heaven. Kuala Lumpur is no less colourful or crowded, it’s just more modern with lots of lights and neon signs.

The problem I faced in both locations (apart from the limited time I had) was that the lights were just too colourful! I had to rely on the camera’s auto white balance, which was not a very good idea with the 5D I have to say. I’m sure that most modern digital cameras can perform better in those conditions, but with mine I ended up with a strange mix to tones. I should have shot in RAW, but I forgot to take my big CF and had to live with no more than 4 GB of JPGs at a time. I tried my best to process the colours in Aperture to get the photos to match each others and just hope that nobody notices 🙂

I will soon upload another set from Malaysia, a bigger one and a bit different. You have to wait for it though… or flip to the next post if you are reading this in the future.

To view the full set.

———–

مجموعة من الصور التقطتها من الشوارع مدينتي بينانج وكوالالمبور خلال الزيارتي الأخيرة لماليزيا.

لمشاهدة المجموعة كاملة.

ما يهم

Khalifa Qattan, Revealing the Brain, 1973
من الطبيعي ان تتباين الآراء بخصوص نتائج أي انتخابات، فالانتخابات – مثل أي معركة أو مباراة كرة قدم – فيها الفائز وفيها الخاسر، الفارق الوحيد في حالة الانتخابات الكويتة بالذات هو أن تلك المبارة ليست بين فريقين بل بين ست أو سبع فرق طائفية ومذهبية وقبلية وكتلية وفكرية، بمعنى آخر.. ليست بين حزبين رئيسيين كما هو الحال في أغلب الدول الديموقراطية، بالتالي في نهاية أي انتخابات نجد الزعلان فيها أكثر من الراضي لأنه من المستحيل أن تحقق إحدى الفرق ما يمكن أن يطلق عليه اسم “أغلبية” تتيح لها تحديد سياسة البلد، و هذا الأمر قد يكون من رحمة الله بنا لأننا لم نصل بعد لتلك المرحلة من النضج السياسي لكي نضع السلطة في يد كتلة سياسية واحدة، وقد فصلت في هذا الأمر بموضوع جمهورية الكويت الديموقراطية ولا داع لإعادة نقاشه، ولكن ما يهمنا هنا ليست مسألة الرضى بقدر ما هي مسألة الزعل.

حالة الحرة والزعل والاحتراق على نتائج الانتخابات وأسماء النواب الناجحين ترجع لكون المواطن يعطي هذه الانتخابات حجما يفوق سعتها الطبيعية بكثير! فهو كما ذكرت بموضوع صورة النائب مؤمن بأن مجلس الأمة هو المسيح الذي سيشفي الأبره والأكمه ويحيي الوطن من موتته بإذن الله! وهو الذي يظن بأن أعضاء هذا البرلمان يجب أن يكونوا خمسين سوبرمان متحدون لمحاربة قوى الشر، وهذا الاتحاد مستحيل بسبب تعدد أطياف المرشحين وناخبيهم وعدم وجود منظومة حزبية تقرب هذه الأطياف من بعض… سياسيا (وهذا محور يحتاج لموضوع مستقل)، مع الأخذ بالاعتبار بأن النائب ليس سوبرمان أصلا بل هو موظف يؤدي واجبه.

Batman_Superman_Wonder_Woman_Trinity_1

ما يحدث حاليا من حالة تذمر من حال البلد السياسي هو أمر غير منطقي، فكيف يتذمر الناس من اختياراتهم؟ تخيل لو اني طلبت منك أن تشتري لي وجبة من كنتاكي لآكلها على العشاء وبعد أن أحضرتها لي أخبرتك بأني أكره كنتاكي ولا أطيق أكله، ماذا سيكون ظنك بي؟ الآن إن اختار الشعب نوابا من كنتاكي ثم قال هذا الشعب بأنهم يكرهون كنتاكي، ماذا سيكون ظنك في هذا الشعب؟ نواب الشعب هم في النهاية خلاصة فكر هذا الشعب (طبعا ما لم يكن هناك تزوير أو تلاعب)، الشعب أولا حر في اختيار ممثليه من خلال عملية الاقتراع، وفي نفس الوقت هؤلاء الممثلون لم يأتو من كوكب آخر.. بل هم نتاج فكر ذلك الشعب و ثقافته ونظامه الاجتماعي والتعليمي، كيف يمكن أن نتوقع نوابا يضاهون حملة شهادات هارفرد لشعب ليس لديه خرجين من هارفارد… ولا حتى لديه جامعات تقترب في مستواها من هارفارد؟ كيف نتوقع نوابا يحملون مسمى “وطنيين” يمثلون شعبا غارقا في القومية والعنصرية؟ ذلك أمر غير منطقي.

لست سعيدا على الإطلاق إن قلت بأن كلامي في موضوعي ثقافة السور والصورة الكبيرة نراه اليوم يتجسد حاضرا أمامنا من خلال مخرجات الانتخابات الأخيرة! تلك النتائج لا تمثل الا دليلا قاطعا على ما ذكرته في كلا الموضوعين من حالة المجتمع الثقافية التي أخرجت لنا برلمانا لا نستطيع القول عنه الا “الله يعينه على نفسه” بسبب تناقض مخرجاته التي لم ولن ترضي أحدا، كذب الشعب على نفسه عندما ظن بأن أغانيه وخطاباته وتغريداته “الوطنية” الداعية إلى نبذ الطائفية والقبلية ستكون كفيلة بالقضاء على تلك المساوء.. ثم صدق كذبته! وبالنهاية لم يكن للنتيجة الا أن تسبب له صدمة! فمشجعو كل الفرق انصدموا من نجاح أعتى أعداءهم من الفرق الأخرى واختفى -تقريبا-من كان بالمنتصف، هذا التطرف في تشكيلة النواب هو انعكاس لحالة التطرف التي يعيشها المجتمع وشعور كل فرقة من فرقه بالخطر الذي يداهمها، هذا الشعور بالخطر نابع مما تراه وتقرأه في الإعلام ومن خلال متابعة ما يجري من أحداث وتطورات في المجتمعات المحيطة بها، بالتالي اختيار هذه الفرق للنواب الذين وصلوا يمثل نوعا من الصراع من أجل البقاء، قد تكون التشكيلة النيابة الشرسة بمجملها لا تعجبنا… ولكنها -مرة أخرى- إنعكاس لحالة المجتمع.

مانشيتات صحف اليوم - من موقع زبدة الأخبار

إن كنت زعلانا من نتائج هذه الانتخابات أو تلك، أو كنت مغتاضا لوصول النائب الفلاني أو من تزايد أعضاء فريق العلاني فليس هناك داع لهذا الزعل والغيض، لن أقول “هذه هذ الديموقراطية” وكأني ألقي باللوم عليها.. لأن الديموقراطية ما هي إلا منهج عام تقاد به البلد، عندما تلوم الديموقراطية فأنت كأنك تلوم حكم المباراة أو حتى تلوم قوانين الفيفا، ولا تلم الشعب على اختياراتهم وتقول بأن الشعب ما يفهم أو مو كفو ديموقراطية وبأن الشعب جاهل وما يعرف مصلحته وبأنه شعب بسرعة ينقص عليه، وطبعا لا تلم نفسك وتقول بأنك لم تبذل جهدا كافيا وبالتالي عليك أن تخطب وتغرد أكثر حتى تنهض بوعي الناس! يجب أن لا يكون هناك لوم بالمرة بل تقبل للنتائج كما هي وإدراك بأن هذه النتائج هي رغبة الشعب الحقيقية… ولا يمكن للشعب أن يختار غير ما يريد ولا يمكنه أن يختار غير ما هو في مصلحته! كل ما يختاره الشعب فيه الخير.. ولو على المدى الطويل، أمير البلاد قام بضغط زر الـ”ريسيت” ورمى الكرة بملعب الشعب وهو مدرك بأن اختيار الشعب فيه الخير مهما كانت النتائج، نعم ستستمر الأزمات… ونعم سيهبط مستوى الطرح ونعم ستتوقف التنمية وسينشغل المجلس بالتوافه ويشغلنا معه فيها، لن يكون ذلك أمرا جديدا ولا غريبا وما كان ليتغير حتى لو تغيرت تركيبة النواب، ستمر علينا سنين عجاف ولكن من بعدها سوف يغاث الناس… فاصبرو! مجتمعنا لن يتغير عندما يتغير النواب والساسة… هذه فكرة خاطئة حتى النخاع!! العكس هو الصحيح… الساسة هم من يتغيرون عندما تتغير ثقافة المجتمع، إحفظ هذا الكلام وضعه نصب عينيك دائما… غير الثقافة أولا وستتغير السياسة تبعا لذلك، كيف نغير ثقافة المجتمع؟ هذا موضوع يحتاج بحثا ودراسة طويلة ربما نعود لها في مواضيع لاحقة، ولكن على عجالة يذكر لنا علماء التاريخ والاجتماع بأن التغيير عملية صعبة ومعقدة وتحتاج لوقت طويل لتحدث، وقد يساعد على تسريع تلك العملية المعقدة حدوث الصدمات والأزمات والهزات التي تحرك الأرض قليلا تحت أقدام المجتمع، ونحن اليوم قد نعاني من آثر بعض تلك الهزات.. نعم قد نشتكي منها.. ولكن إن تذكرنا أهمية تلك الهزات ونظرنا لصورتها الكبيرة من بعيد سنجد بأنها أمر إيجابي لا يجب أن يثير الرعب فينا.

لنتذكر بأن الأمر بالنهاية سياسة، والسياسة – مثل الكرة – لعبة، يفوز فيها من يتكتك ومن يستعد و من يمتلك المهارة الأعلى… ومن يحوز على كل ذلك ليس بالضرورة أن يكون هو الأفضل.. بل هو الموفق في هذه المباراة، المباريات القادمة أكثر.. ولديك الوقت الكثير لتحضر لها، من يغني ويخطب ويغرد دون عمل فعلي لن يفوز! لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يخطب ولا يغرد بل قيل له “قم فأنذر” وتلك كانت حالة جميع العظماء الذين قادوا أممهم للمجد، فيا معشر المغنين والخطباء والمغردين دعو عنكم الساسة وألاعيبهم وحيلهم… اتركوهم ليؤدو أعمالهم ومسؤولياتهم وتفرغوا لأعمالكم ومسؤولياتكم، لا تعطوهم أكبر من حجمهم ولا تعولو عليهم الكثير… من أجل راحتكم النفسية على الأقل، شاهدنا خلال الفترة السابقة إبداعات شبابية في مجال التوعية السياسية “الحقيقية” باستخدام الميديا والتكنولوجيا الحديثة… وكم أتمنى أن يستمر هذا الإبداع ليصل لأكبر عدد ممكن من الناس، وشاهدنا العديد من الأساتذة والمثقفين يتواصلون مع الشباب ويتعاونون معهم ويقدمون لهم المعلومات والنصح والإرشاد، ونحن نحييهم على ذلك ونقدم لهم الشكر والعرفان، تلك هي مسؤولياتكم الحقيقية يا شباب ويا مثقفين.. لا تتبع النائب الفلاني وما قال ولا السياسي العلاني ومافعل، لنرتق بثقافة الشعب الحقيقية (لا ثقافة الشعارات) وسنشاهد بأعيننا كيف سينعكس ذلك على اختيارات ذلك الشعب مستقبلا.