أرشيف الوسم: تصوير

شارع، طريق، سكة، فريج

kuwait street stop
Stop ..
by 3abbas

استوقفتني صورة الأخ عباس التي نراها أعلاه و شدني إليها شيء لم أدركه بالبداية ! ترى ما هو الشيء الغريب الذي يميز هذه الصورة عن غيرها من الصور التي شاهدتها مؤخرا؟

بعد لحظات تأمل.. و بعد قرائتي لوصف الأخ عباس لها استوعبت بأنها واحدة من صور قلائل نرى فيها “الشارع” المحلي الكويتي!

هل تشك بوصف “القلائل”؟

أنا أيضا شككت بالأمر و أردت أن أتأكد ، فبحث ضمن صور مجموعة تصويري على فلكر عن كلمتي kuwait و street .. فظهر لي ما لا يتجاوز الـ 81 صورة فقط… الكثير منها ليس لها علاقة بشوارع الكويت أصلا!

ما السبب يا ترى؟

هناك عدة أسباب ، أحد هذه الأسباب هو كوننا “تعودنا” على شكل الشارع المحلي ، لذلك لم تعد أعيننا ترى في شارع “فريجنا” أي شيء مميز يستحق أن نصوب عدستنا تجاهه.

سبب آخر هو كوننا في كثير من الأحيان لا نفكر حتى في “المشي” في تلك الشوارع المنسية ، أغلبنا لا يمشي خارج بيته إلا إلى باب السيارة… هذا إن لم تكن السيارة داخل البيت أصلا! و ثم لا يمشي خارج سيارته إلا إلى باب محل وجهته… أو إلى سوقه أو بحره أو حديقته… و هي مواضيع التصوير التقليدية ، و الارتباط بين المشي على الأقدام و بين التصوير هو ارتباط وثيق و لا يخفى على أحد ، و دليل آخر على ذلك هو كون أغلب الشوارع التي نقوم بتصويرها هي خارج البلد لأننا لا نملك سيارات هناك… و لأننا لسنا “معتادين” عليها.

سبب ثالث لقلة صور الشوارع المحلية لدينا.. و هو سبب غير مقنع بالنسبة لي.. هو رداءة الجو لدينا! مع أن الجو الرديء موجود في كل مكان بالعالم… و مع أن المصور الجاد لا يضع الجو حجة يبرر بها كسله الفني… و لكنه بالنهاية عذر 🙂

سبب أخير… وهو “الخوف” الاجتماعي! يعني الكثير منا يخشى أو “يستحي” أن يخرج للشارع حاملا كاميرته ليصور بها أحياء الناس و بيوتهم و سياراتهم.. خصوصا وهو ماش على قدميه ، يعني بمكان عام و بعيد عن العالم و الناس ما يخلون الواحد.. بعد تبي تصور بوسط الفرجان! المسألة محتاجة لجرأة.. أو لذكاء يتيح لك أن تصور بالمكان أو الوقت المريح و الناسب لك.

بالنهاية ، أترككم مع هذه المجموعة المتواضعة (كما) لصور شوارع.. طرق.. سكيك و فرجان الكويت.. و المناطق المحلية :

kuwait street food
Day 9: No More Food Please!!
by moayad.com

kuwait street rawdhah
Al-Rawda @ night
by Nouriq8

kuwait street small
Small world.
by Al-Ajeel

kuwait street slawa
Salwa by athoob

أين ثقافتنا التصويرية؟

kuwait national library arabic photography books

الصورة أعلاه ليست صورة أرشيفية ملتقطة بالستينات أو السبعينات.. أو حتى الثمانينات ، بل هي -و للأسف الشديد- ملتقطة قبل أسابيع قليلة في أواخر شهر فبراير من عام 2008 ! أما مكان التقاطها فهو مكتبة الكويت الوطنية و التي -من المفروض أنها- تعتبر أعرق و أهم مكتبة عامة بالكويت ، تم تصوير الصورة بالسر طبعا -في ظل عدم تواجد أمين المكتبة ساعتها- لأن ادخال الكامير أو أي شنطة.. أو حتى اللابتوب… ممنوع لسبب ما!

ليست هذه قضيتنا ، بل ما يهمنا الآن هو محتوى هذه الصورة :

-التصوير الفوتوغرافي
-آلة التصوير
-الإضاءة و الفلم
-التحميض و الطبع و التكبير

هذه فقط بعض عناوين الكتب التي احتواها هذا الرف ، هناك رفان آخران لا يختلفان كثيرا عن ما نراه في هذه الصورة لا شكلا و لا كما و لا مضمونا !

ما أثار حيرتي أثناء تجوالي بين أرفف هذه المكتبة… و قرب هذا الرف بالذات هو سؤال راودني ، هل هذا بالفعل آخر و أحدث ما كتبته يد أساتذتنا في مجال التصوير؟ هل أحدث معلومة من الممكن أجدها في مجال التصوير الفوتوغرافي موجودة في كتاب يطلق على الكاميرا وصف “آلة” و آخر يتحدث عن “الفلم” أو “التحميض”؟

تصفحت بعض هذه الكتب على عجالة و وجدت بأن أحدثها هو كتاب منشور في منتصف التسعينات من القرن الماضي (1994 إن لم تخني الذاكرة) ، و حتى هذا الكتاب ليس لعالم الديجيتال فيه من ذكر.. و ما يحتويه من صور و رسومات يبدو أنها مأخوذة من الكتب التي تجاوره… و التي تتراوح تواريخ نشرها بين الستينات و السبعينات… و مراجعها ترجع للأربعينات و الخمسينات أو أقدم من ذلك… و هلم جرا ! و تكفي نظرة سريعة على أغلفة هذه الكتب أو أوراقها الصفراء لسد نفس كل من يتجرأ على فتحها للاستزادة من ما فيها من معلومات ! إلا إن كنت تنوي كتابة بحث عن “تاريخ” التصوير الفوتوغرافي.. في هذه الحالة “فقط” ستفرح كثيرا بمحتواها “الأرشيفي” 🙂 .

من جانب آخر.. تكفيك زيارة سريعة لأي مكتبة في أي دولة غربية لتجد الأرفف المتعددة من أحدث و أزهى الكتب ذات الأوراق المصقولة و الألوان الناطقة في مختلف “مجالات” التصوير ، غب عن تلك المكتبة لبضعة أسابيع و ارجع لها مرة أخرى لتجد الأرفف تغيرت و محتواها تجدد و تبدل بكتب أحدث من سابقاتها و ألوان أجمل و طباعة أفخر !

الجملة الانكسارية المعهودة و التي تأتينا دائما عند عقد المقارنة بين ثقافتنا و ثقافة الغير هي :

احنا ويييين .. و اهما وين !

نعم احنا وين؟!

أين هم كتابنا؟ أين هم أساتذتنا؟ أين هم مراكزنا و مجموعاتنا و نوادينا؟ أين أنت من التصدي لهذا التراجع الثقافي؟

بضع دروس و نصائح في موقع أو منتدى أو دورة أو تجمع أسبوعي -وهي أشياء جميلة- لا تكفي ، ما يكفيني هو تحميل الكتب التي نراها في الصورة أعلاه في صناديق و نقلها إلى قسم “المخطوطات”… و من ثم ملأ الفراغ الذي خلفته بكتب لامعة براقة تذهل العين بجمال صورها و تغطي مجالات البورتريه و اللاندسكيب و الماكرو و تشرح أنواع أستوديوهات التصوير و أحدث معداته و تعلم أصول الفوتوشوب و اللايتروم و الابرجر و تقنيات الاتج دي آر و تعديل و تحسين الألوان و تغطي أفكار و مبادئ المدارس الفنية المعاصرة و تعلمنا كيف نستمتع بالنظر للصورة و تحليلها ، على شرط… و هو أن أجد بعد سنتين على الأكثر نصف هذه الكتب قد حملت إلى قسم “المخطوطات” و أخذت مكانها كتب أجمل و أبهى منها! عندها فقط أستطيع أن أقول بأني قد وجدت تلك الثقافة الضائعة.

فهل هناك من يشاركني هذا الحلم و يسعى معي لتحقيقه؟

ماذا يحدث داخل الكاميرا لحظة التصوير؟

عندما نضغط على زر التقاط الصورة في الكاميرا فإننا نسمع صوت “كلك!” .. ثم تظهر لنا الصورة على الشاشة ، الأمر بهذه البساطة… و لكن هل تعرف بالضبط مالذي حصل داخل الكاميرا مع ضغطنا لهذا الزر السحري؟

هناك اعتقاد لدى الكثيرين بأن فتحة العدسة تفتح لتسمح بدخول الصورة للسنسور و تنتهي المسألة ، و لكن بالحقيقة فتحة العدسة لا تفتح… بل تضيق عند التقاط الصورة!

بداية لنتعرف على أجزاء الكاميرا و أوضاعها قبل التقاط الصورة:


camera standby

– في وضع الاستعداد يدخل الضوء (الصورة) عبر العدسة التي تقوم بتجميعه و تمريره عبر فتحة العدسة

-فتحة العدسة في هذه الحالة تكون بأوسع حالاتها لتسمح بمرور أكبر قدر من الضوء مما يساعدنا على رؤية الصورة بوضوح من خلال الفيوفايندر (الفتحة التي ننظر من خلالها للصورة)

– بعد ذلك تعترض الصورة مرآة موضوعة بزاوية 45 درجة تقوم بعكس الصورة إلى الأعلى

– الصورة المنعكسة بعد ذلك تظهر على الشاشة ، و هي عبارة عن شريحة زجاجية أو بلاستيكية شبه منفذة للضوء (تشبه ورق شف الخرائط)

– فوق الشاشة يوجد منشور زجاجي يقوم بعكس صورة الشاشة مع المحافظة على وضعها المقلوب

– بالنهاية نجد الفيوفايندر ، و هو عبارة عن عدسة مكبرة تقوم بتقريب الصورة المنعكسة عبر المنشور و تعديلها

في وضع الاستعداد نستطيع أن نرى بالضبط الصورة التي سيتم التقاطها.. اذا كنا سنلتقط الصورة بأوسع فتحة للعدسة ، عند الضغط على زر العرض البدئي للصورة (preview) فإن فتحة العدسة فقط سوف تصغر لنستطيع التعرف على عمق الميدان الذي تعطينا إياه هذه الفتحة.

الآن..

عند الضغط على زر التقاط الصورة فإن الذي يحدث هو التالي.. في نفس الوقت :


camera open

– تدخل الصورة عبر العدسة

– تضيق فتحة العدسة لتمر الصورة من خلالها

– ترتفع المرآة 45 درجة لتغلق الممر المؤدي إلى الشاشة لتختفي الصورة من الفيوفايندر

– يتحرك الغالق و ينفتح ، و الغالق هو عبارة عن ستارة سوداء مصمتة تمنع وصول الضوء للفلم أو السنسور عندما تكون في وضع الاستعداد ، و عند انفتاحه تتكون الصورة على الفلم أو السنسور

– تبقى الكاميرا على هذا الوضع طوال مدة التعريض

– بعد انتهاء التعريض ترجع الكاميرا إلى وضع الاستعداد (يغلق الغالق، تنزل المرآة، تتوسع فتحة العدسة، تنعكس الصورة على الشاشة لنراها عبر الفيوفايندر)

——————–

ملاحظات:

– هذه العملية تحدث في كاميرات الـ SLR و الـ DSLR ، أما أنواع الكاميرات الأخرى ككاميرات البوينت أند شووت و كاميرات الموبايل أو حتى كاميرات الـ 4×5 فإن طريقة عملها مختلفة.

– بعض الكاميرات تحتوي على خاصية رفع المرآة مسبقا.. أي قبل فتح الغالق و ذلك لتخفيف أي اهتزاز قد ينجم عند ارتطام المرآة بجسم الكاميرا عند تحركها و ذلك في حالة التصوير بطريقة التعريض المطول.

– المسافة بين مدخل الكاميرا (نهاية العدسة) و الشاشة تساوي بالضبط المسافة بين المدخل و الفلم أو السنسور ، وهذه المسافة تختلف بين مصنع و آخر.

وراء الصورة: حد الصمت – طريق إلى اللانهائية

نعرض في هذه الزاوية صورة لأحد المصورين و نقوم بتحليلها و النظر لما هو أبعد مما تراه العين ، في هذه الحلقة نتناول صورة Silence Edge:-:A Way to Infinity للمصور R.Hassan.

Silence Edge - A Way to Infinity

حد الصمت – طريق إلى اللانهائية

لا أعرف بالضبط ما هو سر هذا العنوان المزدوج الذي اختاره الأخ حسن الرمضان ، كلا كفتي هذا العنوان المزدوج تصف لنا هذا المشهد الرقيق بدقة… و كل كفة ترسم في قعر خيالنا لوحة مختلفة ، و هذا الاختلاف الجميل يشعل حواسنا و و يسبب لها اضطرابا سلسا يشبه اضطرابات الرمال التي نراها في الزاوية اليمنى في أسفل الصورة.

حد الصمت

و هل ممكن أن تكون هذه الصورة الربانية المعجزة قد تكونت دون هذا الصمت؟

لم يخطئ من سمى الربع “الخالي” بهذا الاسم… و كيف لنا أن نستغرب من وجود هذا السكون الصامت على أطراف ذلك الخواء؟

طريق إلى اللانهائية

تتبع معي عزيزي المتبصر خط هذه الصورة الذي يبدأ من منتصف قاعها ، يبدأ باضطراب عالي التردد… ثم يتسارع هذا التردد و يندمج ببعضه مكونا موجة واحدة كبيرة تتمايل يمنة و شمالا ، ثم نجد هذه الموجة تندمج ثانية مكونة موجة أكبر تعلو و تنخفض رأسيا… لتليها أخرى…و أخرى… و أخرى ، و كل هذه الأمواج الرأسية تحمل معها اهتزازا آخر.. أفقي الاتجاه.

بداية خط الصورة عرفناه… و لكن أين هي نهايته؟

بالضبط..

لا نهاية له!

سؤالنا الآن..

كيف يمكن لصمت أو يولد أمواجا و يشق طرقا لا نهائية كهذه؟

سؤال سأتركه مفتوحا… لكي لا أحرمك و نفسي من متعة اضطراب الحواس التي تسببها كفتي العنوان في قعر الخيال.

وراء الصورة: وحيدا

نعرض في هذه الزاوية صورة لأحد المصورين و نقوم بتحليلها و النظر لما هو أبعد مما تراه العين ، في هذه الحلقة نتناول صورة The ABYSS للمصور Always On My Mind

The ABYSS

 أول ما تبادر إلى ذهني حين نظرت إلى هذه الصوره هو شعور بالوحدة ، في كثير من الاحيان يفسر شعور الوحدة بتفسيرات سلبية و قد ترتبط فيه أحاسيس مثل الملل أو الخوف أو الضعف ، فالإنسان بطبعه و فطرته له روح تألف الأرواح و تسعى لقربها ، ولهذا فقد كان العزل عن البشر بالحبس أو النفي عقوبة شديدة يعاقب بها المخطؤون.و لكن يبقى ابن آدم مخلوقا عجيبا و غير متوقع!

هناك من البشر من يحتاج لتلك العزلة و يسعى لها من حين لآخر ، فتراه يبتعد عن من يألف من الناس تحت عذر “السياحة” أو “السعي في الأرض”… أو يبتعد عن البشر ككل تحت عذر “المغامرة” أو “الاستكشاف” ، أحيانا تكون الوحدة أثرا لفعل الانعزال.. و لكن في أحيان أخرى تكون الوحدة هي الهدف بحد ذاته.

عندما تأملت في هذه الصورة دارت في رأسي الكثير من التساؤلات ، ما هي تلك المتعة التي يجنيها هذا الغواص عندما يمارس هواية الانعزال هذه؟ هل يحاول الهرب من شيء ما؟ هل نشوة الانعزال التي يسعى لها مصدرها إحساسه بالقوة أم الضعف؟مشوشة هي تلك الأفكار التي أوحتها لي هذه الصورة… بقدر ما يحمله سطحها من تشويش ، و لعل عدم الوضوح هذا هو سر جمال هذه الصورة و ما أوحت فيه.