منو منكم متابع مسلسل خالد بن الوليد؟
أو بالأصح منو شاف آخر حلقتين أو ثلاث حلقات من المسلسل؟
أو.. منو قدر إنه يشوف آخر حلقتين (25 و 26)؟
كنت من أشد المعجبين بالجزء الأول من المسلسل رغم ضعفه من الناحية الفنية و التقنية مقارنة بالجزء الثاني ، فالتمثيل كان مميزا و السيناريو محبوكا بشكل احترافي ، فكنا بعد نهاية كل حلقة ننتظر و بلهفة الحلقة التي تليها ، فالقصة رغم كونها تاريخية الا أنها كتبت بشكل متعدد الطبقات و تعالج زوايا مختلفة من حياة خالد بن الوليد رضي الله عنه ، و شملت عدة شخصيات جانبية و لكن لها أثر مباشر في سير القصة.
أما الجزء الثاني.. فأين هو السيناريو؟
انقضت حلقات المسلسل العشرون الأولى و نحن لا نرى سوى خالد يقود المسلمين من معركة إلى معركة فلا نرى الا الخريطة و هي تنتقل من منطقة لأخرى و كأننا في درس جغرافيا أو حصة تاريخ! المشكلة الكبرى في الطريقة التي قدمت فيها تلك المعارك هي أنك إن شاهدت إحداها فكأنك شاهدت كل المسلسل! يعني ماكو.. خالد يجتمع بقادتة.. و قائد العدو يجتمع بقادته.. فلان بالقلب و فلان بالميمنة و فلان بالميسرة…. طنق طنق جك جك!! و “اللعنة.. هؤلاء المسلمون لا يقهرون! متى تأتي الإمدادات؟” و الصوب الثاني “مبارك يا خالد! أنت سيف الله سله على الكافرين!”.. بعدين “يجب أن نسرع بتقدمنا نحوهم و التفافنا حولهم” … و طنق طنق جك جك!
كانت هناك محاولات لخلق قصص جانبية من خلال التعرض للأحداث التي وقعت للعدو كالخلاف الذي حصل بعد موت كسرى على سبيل المثال ، و لكن معالجة تلك القصص الجانبية تم التعامل معها و كأنها أحداث من الدرجة الثانية.. فظهرت لنا كذلك.
واحد من أكبر عيوب المسلسل هو الاعتماد شبه الكلي على ممثلي الكومبارس في أغلب مشاهده ، يعني الكومبارس شيء مهم في أي عمل.. خصوصا في الأعمال الكبيرة.. و لكن المشكلة أن الكومبارس الذين تم اختيارهم في هذا العمل “أي شي!” و لا يجيدون لا تمثيل و لا حتى نطق اللغة العربية الفصحى بشكل سليم ، و المشكلة الأكبر هو أن المخرج اعتمد عليهم بشكل أكبر من اللازم! يعني قد لا أبالغ إن قلت أن نصف مشاهد المسلسل الحوارية تعتمد على ممثلي الكومبارس.. أو ثلثها على أقل تقدير! و هذا أمر أضر بالعمل بشكل كبير.
أما الكارثة الكبرى فهي الحلقات الأخيرة!
يعني خالد رضي الله عنه تم عزله عن قيادة الجيش في الحلقة الثانية و العشرون تقريبا.. و عاد إلى المدينة بعدها بحلقتين تقريبا ، يعني الحلقات من 24 إلى 30 سيكون خالد رضي الله عنه فيها جالس في بيته و ينتظر الموت!
هل من المعقول أن المخرج و المنتجين قد فاتتهم نقطة الضعف الخطيرة هذه في السيناريو؟
لهذا السبب اعتمد المخرج في هذه الحلقات و بشكل خطير و ممل على الفلاش باك! يعني الواحد يكون حاط على المسلسل و يحاول يتابعه.. لقطتين و يبدي خالد يتذكر زوجته… يرجع بلقطة و يبدي يتذكر أبو عبيدة رضي الله عنه… يرجع بلقطة و يتذكر معركة كاظمة.. لقطتين و يرجع يتذكر مادري منو! … يعني الواحد لا إراديا ينشغل بشي ثاني عن المسلسل.. بعدين يرفع راسه و يلقى لما الحين الفيجنيتنق الأبيض.. يضيق خلقه و يصد… بعدين يرفع راسه و يلقاه صار أسود… ثواني و يرجع أبيض مره ثانية .. و هكذا!
العمل كبير.. و متعوب عليه فنيا و تقنيا ، يعني التصوير (أو بالأصح الكاميرا المستخدمه) رائع و نقي ، و المعالجة الرقمية للصورة أكثر من رائعة و مخليه العمل لا يقل عن التصوير السينمائي بشيء ، و الجرافكس ما شفت مثله بالأعمال العربية.. بل و لا أبالغ إن قلت أنه يعادل جرافكس بعض الأعمال الأجنبية المعروفه ، و لكن يبدوا أن الاعتماد على هذه النواحي كان على حساب القصة و السيناريو للأسف الشديد لدرجة أن تتر النهاية استخدم كمساحة لاستعراض تلك العضلات التكنلوجية!
نقطة إيجابية أخيرة يجب أن تذكر هي العمل الإنشادي الرائع المتمثل في نشيدة “قناديل الضياء” و التي صدح بها الفنان محمد الحسيان ، لا أبالغ إن قلت أنها أحلى شي بهذا الجزء من المسلسل 🙂 ، للي يبي يسمعها و يسمع ما دار حولها فهي مو جودة هنا:
بالنهاية إذا أضفنا لهذا العمل مسلسل “عنترة”.. اللي انقال عنه من قبل ما يكفي.. فنقدر نقول هاردلك كبيرة لشركة رواج!
هدوا اللعب شوي و خل يكون في تركيز أكبر بأعمالكم القادمة ، نبيكم أحسن من جذي 🙂 .