أرشيف الوسم: خفاش

خلاجين فيرجن

virgin megastore birmingham

لا أظن أن أحدا بالكويت -و حتى خارجها- لم يسمع بخبر إغلاق محل فيرجن في مجمع المارينا..

كثرت التساؤلات و التخمينات حول دواعي هذا الإغلاق وسط تعتيم -لا أجده مبررا حتى الآن- من قبل الجهة ذات الشأن (وزارة الإعلام) ، و كثرت كذلك النظريات و التحليلات و النقاشات و نقاشات النقاشات حول هذا الموضوع ، فهناك من يقول أن إغلاق فيرجن يمثل قمة التخلف في سياسة حكومتنا المتخبطة.. و آخر يقول بأن هناك أياد خفية سعت لإغلاقه لتنفيع أشخاص معيين لهم نفوذ معين.. و آخرين يرون أن إغلاق فيرجن يمثل ضربة قاصمة للثقافة بالكويت.. و آخرين يرون بأن إغلاقه يمثل ضربة قاصمة للتجارة بالكويت.. و آخرون يعارضون هذه الآراء و آخرون يعارضون معارضة الآراء…. و هلم جرا !

السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو..

اشمعنه “فيرجن”؟

العشرات -إذا لم تكن المئات- من المحلات تغلقها وزارة الإعلام أو التجارة أو البلدية شهريا في الكويت و محد تكلم.. لكن لما صارت في “فيرجن” تحولت المسألة إلى القضية الجماهيرية الأولى لدى -بعض- الشعب ! بالتأكيد هالأمر لم يأت من فراغ.. و يجب أن لا يمر مرور الكرام دون تحليل و نظرة نقدية فاحصة ، بالطبع لا أقصد إغلاق المحل نفسه.. بل ردود الفعل على الإغلاق.. هي التي تحتاج للوقفة !

هل “فيرجن” هو المصدر الوحيد للكتب و الفيديوات و الالكترونيات.. و اللذي منه؟
هل “فيرجن” يمثل دعامة الثقافة و الاقتصاد في الكويت؟

بالطبع لأ..

عيل.. اشمعنه “فيرجن” ؟

أول شي.. لأنه محل كبير.. حجما و محتوى و اسما ، ثانيا.. مكانه في واحد من أكبر المجمعات التجارية في الكويت ، نتيجة لذلك أصبح لـ”فيرجن” نوعا من الـ”مكانة” في عقول و قلوب -بعض- الناس تختلف عن “فيديو الأرقام” مثلا.. أو “سي دي ورلد” أو حتى “دار الربيعان” ، هذي “المكانة” هي مربط الفرس !

السؤال هو.. هل هذه المكانة شيء “مبرر”؟

هل “فيرجن” معلم وطني بناه الآباء و الأجداد على مر عقود من الزمن ليحصد ثماره الأبناء؟ ..لأ طبعا ، اللي بناه ملياردير بريطاني ماله شغل بأجدادنا.

هل ساهم محل “فيرجن” في عملية التنمية البشرية لأجيالنا الصاعدة و قدم لهم دعمه اللامحدود في سبيل رفعة وطننا المعطاء و أمتنا المجيدة؟ .. مو وايد.. يعني جزاهم الله خير طبعوا و سوقوا جم كتاب من كتب ربعنا.. لكن بالأخير خدمتهم الأساسية إهيه انهم كانوا يبيعون كتب و أفلام و بليستيشن و آي بودات.

هل ساهم “فيرجن” في دعم المشاريع الخيرية و التنموية بالبلد أو وفر لأبنائنا و بناتنا فرصا وظيفية بعوائد تنافسية تتحدى اللي يهده؟ .. ما سعمت بهالشي..و أتمنى إني أكون غلطان لما أقول.. لأ طبعا!

عيل اشمعنه “فيرجن” ؟!

الجواب ببساطه.. لأنه “فيرجن” !

The cool place.. which looks cool.. and has many cool stuff.. like DVDs and books… and stuff
The place with the international name and branches in many international places around the world.. internationally

علشان الناس لما تسألك وين كنت تقول.. “كنت بالمرينا.. و مريت “فيرجن” لأني كنت بشوف “الشي” الفلاني نزل ولا لأ”

و لما تسألها مو وين شاريه هالـ”شي” .. تقول “والله شاريته من “فيرجن” أمس”

أو لما أحد يسألك “وين أحصل “الشي” الفلاني” تقوله “مر “فيرجن”.. أكيد تلقا عندهم منه”

هذي كل السالفه !! الناس تحب تقول “فيرجن” تماما مثل ما تحب تقول “ستاربكس” و “فلا مودا” و طبعا.. “كرسبي كريم” ! تحب تقول الإسم و تشوف الإسم و تعيش مع الإسم.. لأنه يمثل لها شيء مهم و يملى فراغ بحياتها.. و هالأمر خطير و قاعدين نشوف آثاره تكبر كل يوم ، و خطورة هذا الأمر تكمن بأنه قاعد يحولنا إلى المخلوقات الدودية اللي تكلمنا عنها من قبل.

في الختام.. أأكد مره ثانية.. أنا ما أأيد و لا أعارض عملية الإغلاق ، و لا أعارض وجود “فيرجن” أو عدمه ولا أي “محل تجاري” آخر بالكويت ولا في أي مكان في العالم ، و لكني هني قاعد أناقش”ردود الفعل” و ليس “الفعل” نفسه ، أو بالأصح أناقش تحويل مسألة تجارية أو قانونية بحته إلى قضية وطنية كبيرة وخطيرة لمجرد كون أحد أطراف هذه القضية هو مؤسسة -أو شخص- “نحبه”.. و بسبب هذا “الحب” نخلي الجوهر و نتعلق بالقشور و نمجدها و نكبرها و نتفخ فيها و احنا مو مستفيدين منها بشي أصلا.

و أوضح كذلك و أعيد و أكرر.. ما اعترض على الإغلاق.. و لاحتى حتى على مناقشة الإغلاق.. و لكني أسجل ملاحظاتي على “تضخيم” ذلك النقاش “بسبب” كون “الإسم” هو الأمر الذي يفرض علينا ذلك النقاش وليس “الموضوع” المناقش.

يا عـلــِّـك الجـرادة!

Jaradah - Boramyah
علم الحيوان (Zoology) يعتبر من العلوم الجميلة و التي من النادر أن نجد المتخصصين فيها من شبابنا ، و من الطريف هو أنني كلما تذكرت اسم هذا العلم اللطيف أتذكر واحد من الربع لأنه متخصص فيه و أتذكر قصة رواها لي أحد الشباب (و العهده عليه) أن أحد دكاتره قسم العلوم كان يقرأ من كشف الغياب أسماء الطلبة مع تخصصاتهم.. فكان يقول : “فلان.. احصاء ، فلانه.. مدنية ، فلان.. كمبيوتر..” إلى أن وصل إلى اسم واحد فقال : “فلان…. حيوان”!! 🙂 .. الحمد لله إني لم أكن مكان ذلك الشخص في تلك اللحظة و أن ثقافتي الحيوانية لا تتعدى ما درسناه في مادة الأحياء و ما قرأته من موسوعة المعرفة و الموسوعة الطبيعية الميسرة عندما كنت صغيرا.. بالإضافة لبرامج قناة دسكفري طبعا.تحدثت في مقالاتي الأخيرة عن الخفافيش و عن الديدان و أستمر اليوم مع مخلوق جديد و هو الجرادة ، كثير من الناس يحبون الجراد و يفرحون لرؤيته.. خصوصا فترة الربيع بالبر ، حتى أن هناك بعض الشعوب (و منها ربعنا) يعتبرون الجراد من الأكلات الموسمية الخاصة و المميزة.. و قد أخبرنا الرسول صلى الله عليه و سلم أن الجراد -مثل السمك- من ما يحل أكل ميتته ، إلى الآن تمام.. لكن الجرادة -تلك المخلوقة العجيبة- لها أسلوب و فلسفة غريبة بالحياة ، فهي على خلاف أغلب المخلوقات الأخرى لا تدخر طعامها و ليس من أولوياتها أن تستقر في مكان واحد لكي تعيش حياة هادئة مستقرة مستقلة بذاتها معتمدة على نفسها في تحصيل قوتها و إعالة ذريتها من عرق جبينها.. مثل النملة مثلا.. بل إن حياتها عبارة عن رحلة طويلة تعبر خلالها البلدان و القارات و كل همها خلال تلك الرحلة هو أن تجتر كل ما أمامها من أخضر و يابس! فحياتها سريعة و دون هدف واضح.. كل همها هو أن تجري و تأكل كل ما يصادفها دون أن تفكر و تحسب حساب نتيجة نمط حياتها هذا.

قد نستنكر نحن تصرفات هذه الحشرة غريبة الطباع.. و لكن إذا نظرنا إلى الأمر من وجة نطرها فمن الممكن أن يزول استغرابنا قليلا.. لماذا؟ لأن الجرادة تعتبر مخلوق بلا وطن.. فموطنها هو المكان الذي تجد فيه قوتها.. فإن فني القوت هزت جناحها و قالت : “باي باي يا ديرة الفقر و الخراب!” و انتقلت لرقعة أخرى لتكرر معها نفس السيناريو ، نعم هي حشرة.. لكنها حشرة أصابها الغرور حتى ظنت أن جنحانها و أقدامها القوية هي كل ما تحتاجه للاستمرار في هذه الحياة التي يكسب فيها الشاطر أيا كان الثمن ، فهو (الشاطر).. لأنه شاطر.. يعرف كيف يدبر نفسه و ينفذ بجلده و يخلي الحساب يوم الحساب.

معقولة وجهة نطرها ، لكن هل ممكن أن نسميها أخلاقية؟ لا تسألني أنا بل اسأل مزارعا كد و اجتهد و صرف دم قلبه على محصولاته التي لهفها الجراد في ليلة و ضحاها ، أو حتى اسأل بقرة أو خروفا أو دجاجة كرست حياتها لخدمة الغير بشرف.. و حسبت لقماتها و عدد ما أكلتها من حبات و وريقات من أجل أن تضمن ما يكفيها و يكفي عيالها لكل العام ، هي لا تملك جناحا لتطير به.. بل تملك قلبا تعلق حبا بالأرض التي تعيش عليها و جبينا سال منه من العرق ما بالكاد يكفي لري تلك الأرض التي أعطت دون من.

في أيامنا هذه قلت رؤيتنا للجراد في مواسمه المعتادة ، فآباءنا و أجدادنا طلما حكوا لنا قصصا عن موسم الجراد و كيف كانت الشمس تحتجب تحت ستار أسرابه.. و كيف كان الناس يملؤون منه الخياش الكبيرة.. فيأكلون منها ما يأكلون و يبيعون منه الباقي بالأسواق ، أما الآن فقد اختفت هذه الظاهرة لدينا تقريبا و الفضل في ذلك يعود لثورة الفلاح الأفريقي الذي أخذ على نفسه عهدا أن لا ينحني لتلك المخلوقة الجشعة و أن يدافع عن أرضه و رزقه و قوت أبنائه أشد دفاع ، فلله الحمد بفضل ما يواجهه الجراد من عمليات مكافحة أصبح خطره أقل قليلا و أصبح وصوله لنا أكثر ندرة.

و لكن.. و لله في ذلك حكمة.. يبدوا أن الجراد قرر أخيرا أن يطور من ذاته و ينمي قدراته الخطابية و أساليبه في مخاطبة الجمهور ، فمع ما تشهده بلادنا من عمليات تطوير و تحديث خرج علينا نوع جديد -مطور- من الجراد ، لا تؤثر فيه المبيدات التقليدة (ولو إن يبيله نجربها عليه و نشوف شنو يصير :)) و المشكلة الأكبر أن لدى هذا النوع من الجراد أساليب سحرية استنسخها من سموم بعض العناكب التي تخدر ضحيتها و تلفها بغطاء حريري دافئ و مريح حتى تبقى طازجة لحين موعد الغداء.. و لكن الفرق هو أن الجرادة المطورة ليس من طبعها أن تنتظر غداء.. فكل وقت لديها هو وقت غداء!

و لكن.. و بفضل الله تعالى.. هناك سلاح جديد طورته مجموعة من الشباب الكويتي العاقل الذي لا يرضى أن يكون للجراد على أرضه مكانا ، الشباب الذي يقدر أرضه و يرى فيها فرصة لا لقمة.. ينظر لحاجتها و يعطيها.. و لا ينظر لشهوته فيقضيها ، مجموعة الشباب تلك استفادت من حركات المكافحة التي حدث في أفريقيا ليطور سلاحه الجديد ، ففي أفريقيا استخدم مبيد الـ D.D.T .. في الكويت قرر شبابنا الواعي أن يستخدم سلاحه الجديد و الذي أطلق عليه اسم N.A.L و ترجمتها بالعربية هي… “النعال” !!!

نعم النعال !! فبوركت يا نعالي إن سحقت بك جرادة !

عاشت التكنولوجيا الكويتية..

و عاشت الكويت حرة و خالية من كل .. آفه!!

و حسبي الله و نعم الوكيل..

هل أنت دودة؟





Leaf litter series3 #3 Hello, originally uploaded by Lord V.

الله ياني ما أحب الكلام بالسياسة! لكن أحيانا الواحد غصبا عليه يحتاج انه ينفس :)أسهل الكلمات علينا احنا الغلابا من أبناء الشعب عندما نتحدث عن موضوع الفساد و تردي حالة دولتنا هي كلمات لوم المسؤولين و السياسيين و التجار و كبار القوم على كل مصيبة تحل بنا .. هذا اذا ما لمنا أمريكا و بوش و إسرائيل و كل الدول العظمى و الموعظمى! لكن .. هل فكرت بيوم من الأيام إنك إنت أو إنتي أحد أقطاب الفساد بالبلد؟!من هو الفاسد؟ مو من صفات الافساد ان الواحد يهتم بمصالحه الشخصية على حساب مصلحة الوطن و مصالح الآخرين؟ اذا تتفق معاي بهالنقطة كمل…

هناك مقولة ما أذكر منو قايلها لمصطفى الرافعي تقول “إن لم تزد شيئا على الدنيا كنت أنت زائدا عليها” (اللي يعرفها يصححلي) ، ما معنى هالكلام؟ يعني كل واحد منا لازم يطالع نفسه و يطالع حياته واللي سوا فيها.. هل قدم شي للناس؟ لأنك إذا ماكنت قدمت شي ينفع الناس فإنت عايش عاله عليهم! كل اللي قاعد تسويه هو إنك تستهلك أكلهم و مايهم و أكسجينهم و تلوث مواردهم بما تخرجه من مخلفات و نفايات ، نعم انت عايش .. و يمكن تكون مستانس .. لكن حياتك و وناستك هذي قاعده تستهلك ما يحتاجه غيرك بدون ما تدفع ثمن ما استهلكت ، بالتالي إنت فاسد لأنك قاعد تقدم مصلحتك على مصالح الآخرين! مثلك مثل أي سياسي أو مسؤول قاعد تنتقده ليل نهار!

ليش احنا استهلاكيين؟ ليش كل ما فتح محل أو مجمع جديد صفينا طوابير علشان ننهش منه؟ أضف إلى ذلك أحدث الأجهزة و الاكسسوارات اللي ننكب عليها و اللي ما يشتري يتفرج.. اشفينا استخفينا؟! أكيد سمعتوا خبال افتتاح كرسبي كريم (جنه الناس مو شايفين دونت بحياتهم) .. و أكيد تعرفون هبل الحريم لما فيلا مودا يسوي تنزيلات.. تذكرون ولا تبون الصور؟ ترى والله هذي مظاهر مو طبيعية! جمل “مافيها شي” و “كيفهم الناس” و “ليش معقدين السالفة؟” و “يعني الناس ما تستانس؟!” ما في مجال إن نقولها بهالمواقف و بهالوقت.

مناظر تكالب الناس على الهبات الجديدة مثل كرسبي كريم أو افتتاح أي محل جديد تبون بشنو يذكرني؟ يذكرني بشكل الشرنقات أو الدود وهو هاجم على النبته و قاعد يبلع و يبلع و يبلع و يبلع.. و اذا خلص على ورقة انتقل للثانية .. و آخر شي يتلحف و ينام ، بس الفرق إن الشرنقة لما تصحى من نومها تتحول إلى فراشة جميلة.. أما الناس اللي قاعدة تلط من هالدونت لما تصحى من النوم راح تتمغط و تدق سيارتها سلف و تدورلها مطعم جديد تجتر منه ريوقها!

الدونت مو حرام ، و التمشي بالأسواق مو حرام ، و الكشخة مو حرام ، و الآيبود مو حرام ، و النوكيا مو حرام ، و ستاربكس مو حرام ، و البرامج التلفزيونية مو حرام (مو كلها يعني) … بس لما حياة الإنسان تصير كلها دونت و أسواق و كشخة و آيبود و نوكيا و ستاربكس و تلفزيون هني يكون الحرام!! لما الله يسأل العبد عن عمره فيما أفناه و يقول بالتمشي بين المولات أو يسأله عن شبابه فيما أبلاه و يقول بأكل الدونت أو عن ماله و يقول على المسجات أو عن علمه و يقول: “ها؟! اشتغلت فيه بوظيفة حكومية” هني يكمن الخطر.

خطر حياتنا الاستهلاكية هو مو بس إن احنا قاعدين نصرف فلوسنا على كماليات مالها داعي بل بأن هالحياة قاعدة تحولنا إلى مخلوقات دودية ما عندها هدف بالحياة غير انها تستهلك و بس ، تخيلوا معاي هالموقف الواقعي.. مراهق بالصف السابع كنت أدرسه بأحد مدارس الكويت.. سألته .. شنو هدفك بالحياة؟ شنو الشي اللي تتمنى تحقيقة؟ .. تتوقعون شنو كان جوابه؟

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

قالي: “إني أشتري موستنق :)”

يا سلام 🙂 .. يا فرحة أمك فيك 🙂 .. موستنق؟!

الأدهى من هذا هو لما سألته ليش يعني موستنق؟ شنو بتفيدك الموستنق؟ جان يقولي:

.
.
.
.
.
.
.
.

جاهزين للصدمة؟

.
.
.
.
.
.
.
.

“علشان أروح فيها سوريا :)”

“سوريا؟ شتسوي بسوريا؟” سألته .. جان يضحك ضحكة خبيثة و يهز راسه و يقول : ” إيه يا استاذ.. لو تدري بسوريا و اللي فيها :)”

هذا تلميذ عمره ما يتجاوز الخمسة عشرة سنة.. هدفه بالحياة إنه بشتري موستنق و يروح فيها سوريا علشان يسوي شغلات حتى أنا ما أعرفها!! ما راح أصرخ و أقول “من المسؤول؟!!” لأن هالكلام مو مهم.. المهم هو هل نختلف نحن عن هذا الثور الصغير (الله يذكره بالخير :)) ؟ هل لدينا أهدافا و أحلاما أكبر من الموستنق؟ هل حققنا أو سعينا لتحقيق جزء منها؟ ولا اكتفينا بدوديتنا؟ ماكو شي بالنص.. اختارلك موقف.. هل انت مفيد أم إنك دودة؟

ما خلصت كلامي.. اللي جاي أقوى و أشد إيلاما لأن راح نطلع من دائرة الفاسدين إلى دائرة المفسدين! الله يكافينا و إياكم شرهم..

مصاصو الدماء

By Athoob.com
أمس بالليل على تلفزيون قطر كانو حاطين مسرحية قديمة شوي لكن أول مرة أشوفها ، و بصراحة بهرت في مستواها لأن صارلي سنين طويلة ما شفت مسرحية عليها القيمة فيا و ثقافيا ، نعم في مسرحيات حلوة و تضحك.. لكنها من حيث المستوى الفني تبقى ضعيفة و هايفه مثل ما يقولون، المسرحية اللي شقتها هي “زمن دراكولا” للفنان عبد العزيز المسلم ، بس عاد شنو الشي العجيب اللي فيها؟

أول شي العمل متعوب عليه من ناحية الديكور و المكياج و الإضاءة و المؤثرات المسرحية اللي نقول و بكل ثقة إن ما شفنا مثلها بأي عمل مسرحي عربي ، هذا من الناحية الفنية.. لكن الأهم من هذا هو قصة المسرحية ، بمجرد ما أقول جملة “قصة المسرحية” تييني الضحكة لأن هالكلمتين ما يركبون على بعض عندنا 🙂 ، يعني إذا كنت بسوي ملخص لقصة زمن دراكولا ممكن إني أكتب فقرة كاملة فيها حبكة القصة و أهم الأحداث اللي صارت فيها و شلون انتهت ، بينهما لو بناخذ على سبيل المثال مسرحية مثل “ما يصح الا الصحيح” لطارق العلي و اللي شفتها قبل جم يوم على تلفزيون الكويت فأقدر ألخص قصتها في ثلاث جمل:

طارق العلي شرطي في مخفر و يجند “الخبل” حسن البلام كمرشد لمراقبة تجار المخدرات ، طارق و حسن يتنكران لمراقبة المجرمين في إحدى المقاهي ، بالنهاية الشرطة تقبض على العصابة و التي يظهر أن الذي يتزعمها هو حسن البلام نفسه!

بس :)..

مسرحية فوق الساعتين هذي هي قصتها الأساسية.. إنزين و الباجي شنو؟ .. ماكو.. حشو و قصص جانبية و جم نكتة و تعليق على جم نصيحة و خلصت المسرحية! المسرحية تفطس من الضحك.. ماكو اعتراض على هالشي ، و أصلا كل اللي يشاهدون هالمسرحية و غيرها من المسرحيات اللي على شاكلتها رايحين لها علشان يضحكون مو علشان يتابعون قصة.. و بذلك هي جميعها مسرحيات ناجحة و ممتعة و جميلة و تستاهل إن الواحد يشوفها.

الاسقاطات اللي في مسرحية زمن دراكولا مباشرة ، باسمة حمادة (و تمثل الكويت) متزوجة من جمال الردهان (الشعب الكويتي) يسكنها شيطان (العراق) و الذي يمثل دوره عبدالعزيز المسلم فيقترح الأب (القيادة الكويتية) الاستعانة بدراكولا (أمريكا) للتخلص من الشيطان ، طبعا دراكولا مخلوق جشع و ما يسوي خير الا لمصلحته و بالتالي تطول الأيام و هو يمص دم بدرية (باسمة حمادة) أمام أعين زوجها و أبوها الذين لا حول لهم ولا قوة .. بالنهاية يتم التخلص من الشيطان .. لكن زوج بدرية يتخلى عنها بعد أن أصبحت تربطها علاقة غير طبيعية مع دراكولا.. فتصبح واحدة من مخلوقات الليل ، زوج بدرية يهرب و يتحسر على ما يحدث بينما أبوها عرفانا منه لجميل دراكولا راض بما يحدث.. بالنهاية يقوم دراكولا و جنوده بمص دم الأب نفسه ، نهاية القصة وايد تفاءل فيها المسلم و هي إن الزوج مع الشيطان (واللي يظهر إنه سكن بدرية بسبب حبه لها.. لذلك فهو لم يعد شريرا) يصبحان أصدقاء و يتوحدان للقضاء على دراكولا.

المسرحية عرضت عام 1998 .. و الأحداث شابهت ما حدث بعد ذلك بشكل مخيف خصوصا و أن أمريكا ما قبل 11 سبتمبر كانت حبيبة الكويتيين و ما يرضون عليها ، النهاية طبعا ليست واقعية و ما أقدر حتى أتخيلها ، الواقع الآن مشابه لفترة بدرية التي تعيش مع مخلوقات الظلام مع وجود بعض الفروق الأساسية.

أولا.. بدرية ليست مخلوقة ظلام.. فهي ضحية ، ما يحدث لها و يحدث فيها سببه ليس دراكولا أصلا و لا الشيطان.. بل سببه أهلها الذين هم نفسهم تحولوا إما إلى مصاصي دماء يشربون من دمها ولا يرتوون .. أو إلى خفافيش من حلفاء للشياطين الذين يظنون أنهم يحسنون صنعا بينما أعمالهم لا تعود عليهم ولا عليها إلا بسوء و خيبة ، و لو كنت سأكثب نهاية لهذه القصة لجعلت بدرية تنتفض و تتمرد على كل الشياطين و الخفافيش و مصاصي الدماء ، لجعلت بدرية بطلة لا ضحية.. فالتاريخ لا يذكر الضحايا .. بل يخلد الأبطال ، إعتماد بدرية لا يجب أن يكون على أهلها و لا على أي من المحيطين بها.. بل على نفسها أولا.. و على أبناءها فقط عندما يخرجون للشمس و يعافون شهوة مص الدماء.

قلبي متروس.. و كل ما كتبت لا يشفيني.. لذلك سيكون للحديث بقية إن شاء الله.