أرشيف الوسم: القطان

ما يهم

Khalifa Qattan, Revealing the Brain, 1973
من الطبيعي ان تتباين الآراء بخصوص نتائج أي انتخابات، فالانتخابات – مثل أي معركة أو مباراة كرة قدم – فيها الفائز وفيها الخاسر، الفارق الوحيد في حالة الانتخابات الكويتة بالذات هو أن تلك المبارة ليست بين فريقين بل بين ست أو سبع فرق طائفية ومذهبية وقبلية وكتلية وفكرية، بمعنى آخر.. ليست بين حزبين رئيسيين كما هو الحال في أغلب الدول الديموقراطية، بالتالي في نهاية أي انتخابات نجد الزعلان فيها أكثر من الراضي لأنه من المستحيل أن تحقق إحدى الفرق ما يمكن أن يطلق عليه اسم “أغلبية” تتيح لها تحديد سياسة البلد، و هذا الأمر قد يكون من رحمة الله بنا لأننا لم نصل بعد لتلك المرحلة من النضج السياسي لكي نضع السلطة في يد كتلة سياسية واحدة، وقد فصلت في هذا الأمر بموضوع جمهورية الكويت الديموقراطية ولا داع لإعادة نقاشه، ولكن ما يهمنا هنا ليست مسألة الرضى بقدر ما هي مسألة الزعل.

حالة الحرة والزعل والاحتراق على نتائج الانتخابات وأسماء النواب الناجحين ترجع لكون المواطن يعطي هذه الانتخابات حجما يفوق سعتها الطبيعية بكثير! فهو كما ذكرت بموضوع صورة النائب مؤمن بأن مجلس الأمة هو المسيح الذي سيشفي الأبره والأكمه ويحيي الوطن من موتته بإذن الله! وهو الذي يظن بأن أعضاء هذا البرلمان يجب أن يكونوا خمسين سوبرمان متحدون لمحاربة قوى الشر، وهذا الاتحاد مستحيل بسبب تعدد أطياف المرشحين وناخبيهم وعدم وجود منظومة حزبية تقرب هذه الأطياف من بعض… سياسيا (وهذا محور يحتاج لموضوع مستقل)، مع الأخذ بالاعتبار بأن النائب ليس سوبرمان أصلا بل هو موظف يؤدي واجبه.

Batman_Superman_Wonder_Woman_Trinity_1

ما يحدث حاليا من حالة تذمر من حال البلد السياسي هو أمر غير منطقي، فكيف يتذمر الناس من اختياراتهم؟ تخيل لو اني طلبت منك أن تشتري لي وجبة من كنتاكي لآكلها على العشاء وبعد أن أحضرتها لي أخبرتك بأني أكره كنتاكي ولا أطيق أكله، ماذا سيكون ظنك بي؟ الآن إن اختار الشعب نوابا من كنتاكي ثم قال هذا الشعب بأنهم يكرهون كنتاكي، ماذا سيكون ظنك في هذا الشعب؟ نواب الشعب هم في النهاية خلاصة فكر هذا الشعب (طبعا ما لم يكن هناك تزوير أو تلاعب)، الشعب أولا حر في اختيار ممثليه من خلال عملية الاقتراع، وفي نفس الوقت هؤلاء الممثلون لم يأتو من كوكب آخر.. بل هم نتاج فكر ذلك الشعب و ثقافته ونظامه الاجتماعي والتعليمي، كيف يمكن أن نتوقع نوابا يضاهون حملة شهادات هارفرد لشعب ليس لديه خرجين من هارفارد… ولا حتى لديه جامعات تقترب في مستواها من هارفارد؟ كيف نتوقع نوابا يحملون مسمى “وطنيين” يمثلون شعبا غارقا في القومية والعنصرية؟ ذلك أمر غير منطقي.

لست سعيدا على الإطلاق إن قلت بأن كلامي في موضوعي ثقافة السور والصورة الكبيرة نراه اليوم يتجسد حاضرا أمامنا من خلال مخرجات الانتخابات الأخيرة! تلك النتائج لا تمثل الا دليلا قاطعا على ما ذكرته في كلا الموضوعين من حالة المجتمع الثقافية التي أخرجت لنا برلمانا لا نستطيع القول عنه الا “الله يعينه على نفسه” بسبب تناقض مخرجاته التي لم ولن ترضي أحدا، كذب الشعب على نفسه عندما ظن بأن أغانيه وخطاباته وتغريداته “الوطنية” الداعية إلى نبذ الطائفية والقبلية ستكون كفيلة بالقضاء على تلك المساوء.. ثم صدق كذبته! وبالنهاية لم يكن للنتيجة الا أن تسبب له صدمة! فمشجعو كل الفرق انصدموا من نجاح أعتى أعداءهم من الفرق الأخرى واختفى -تقريبا-من كان بالمنتصف، هذا التطرف في تشكيلة النواب هو انعكاس لحالة التطرف التي يعيشها المجتمع وشعور كل فرقة من فرقه بالخطر الذي يداهمها، هذا الشعور بالخطر نابع مما تراه وتقرأه في الإعلام ومن خلال متابعة ما يجري من أحداث وتطورات في المجتمعات المحيطة بها، بالتالي اختيار هذه الفرق للنواب الذين وصلوا يمثل نوعا من الصراع من أجل البقاء، قد تكون التشكيلة النيابة الشرسة بمجملها لا تعجبنا… ولكنها -مرة أخرى- إنعكاس لحالة المجتمع.

مانشيتات صحف اليوم - من موقع زبدة الأخبار

إن كنت زعلانا من نتائج هذه الانتخابات أو تلك، أو كنت مغتاضا لوصول النائب الفلاني أو من تزايد أعضاء فريق العلاني فليس هناك داع لهذا الزعل والغيض، لن أقول “هذه هذ الديموقراطية” وكأني ألقي باللوم عليها.. لأن الديموقراطية ما هي إلا منهج عام تقاد به البلد، عندما تلوم الديموقراطية فأنت كأنك تلوم حكم المباراة أو حتى تلوم قوانين الفيفا، ولا تلم الشعب على اختياراتهم وتقول بأن الشعب ما يفهم أو مو كفو ديموقراطية وبأن الشعب جاهل وما يعرف مصلحته وبأنه شعب بسرعة ينقص عليه، وطبعا لا تلم نفسك وتقول بأنك لم تبذل جهدا كافيا وبالتالي عليك أن تخطب وتغرد أكثر حتى تنهض بوعي الناس! يجب أن لا يكون هناك لوم بالمرة بل تقبل للنتائج كما هي وإدراك بأن هذه النتائج هي رغبة الشعب الحقيقية… ولا يمكن للشعب أن يختار غير ما يريد ولا يمكنه أن يختار غير ما هو في مصلحته! كل ما يختاره الشعب فيه الخير.. ولو على المدى الطويل، أمير البلاد قام بضغط زر الـ”ريسيت” ورمى الكرة بملعب الشعب وهو مدرك بأن اختيار الشعب فيه الخير مهما كانت النتائج، نعم ستستمر الأزمات… ونعم سيهبط مستوى الطرح ونعم ستتوقف التنمية وسينشغل المجلس بالتوافه ويشغلنا معه فيها، لن يكون ذلك أمرا جديدا ولا غريبا وما كان ليتغير حتى لو تغيرت تركيبة النواب، ستمر علينا سنين عجاف ولكن من بعدها سوف يغاث الناس… فاصبرو! مجتمعنا لن يتغير عندما يتغير النواب والساسة… هذه فكرة خاطئة حتى النخاع!! العكس هو الصحيح… الساسة هم من يتغيرون عندما تتغير ثقافة المجتمع، إحفظ هذا الكلام وضعه نصب عينيك دائما… غير الثقافة أولا وستتغير السياسة تبعا لذلك، كيف نغير ثقافة المجتمع؟ هذا موضوع يحتاج بحثا ودراسة طويلة ربما نعود لها في مواضيع لاحقة، ولكن على عجالة يذكر لنا علماء التاريخ والاجتماع بأن التغيير عملية صعبة ومعقدة وتحتاج لوقت طويل لتحدث، وقد يساعد على تسريع تلك العملية المعقدة حدوث الصدمات والأزمات والهزات التي تحرك الأرض قليلا تحت أقدام المجتمع، ونحن اليوم قد نعاني من آثر بعض تلك الهزات.. نعم قد نشتكي منها.. ولكن إن تذكرنا أهمية تلك الهزات ونظرنا لصورتها الكبيرة من بعيد سنجد بأنها أمر إيجابي لا يجب أن يثير الرعب فينا.

لنتذكر بأن الأمر بالنهاية سياسة، والسياسة – مثل الكرة – لعبة، يفوز فيها من يتكتك ومن يستعد و من يمتلك المهارة الأعلى… ومن يحوز على كل ذلك ليس بالضرورة أن يكون هو الأفضل.. بل هو الموفق في هذه المباراة، المباريات القادمة أكثر.. ولديك الوقت الكثير لتحضر لها، من يغني ويخطب ويغرد دون عمل فعلي لن يفوز! لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يخطب ولا يغرد بل قيل له “قم فأنذر” وتلك كانت حالة جميع العظماء الذين قادوا أممهم للمجد، فيا معشر المغنين والخطباء والمغردين دعو عنكم الساسة وألاعيبهم وحيلهم… اتركوهم ليؤدو أعمالهم ومسؤولياتهم وتفرغوا لأعمالكم ومسؤولياتكم، لا تعطوهم أكبر من حجمهم ولا تعولو عليهم الكثير… من أجل راحتكم النفسية على الأقل، شاهدنا خلال الفترة السابقة إبداعات شبابية في مجال التوعية السياسية “الحقيقية” باستخدام الميديا والتكنولوجيا الحديثة… وكم أتمنى أن يستمر هذا الإبداع ليصل لأكبر عدد ممكن من الناس، وشاهدنا العديد من الأساتذة والمثقفين يتواصلون مع الشباب ويتعاونون معهم ويقدمون لهم المعلومات والنصح والإرشاد، ونحن نحييهم على ذلك ونقدم لهم الشكر والعرفان، تلك هي مسؤولياتكم الحقيقية يا شباب ويا مثقفين.. لا تتبع النائب الفلاني وما قال ولا السياسي العلاني ومافعل، لنرتق بثقافة الشعب الحقيقية (لا ثقافة الشعارات) وسنشاهد بأعيننا كيف سينعكس ذلك على اختيارات ذلك الشعب مستقبلا.

صورة النائب

خليفة القطان، العضو المنتخب، ١٩٦٥
اللوحة أعلاه هي بعنوان “العضو المنتخب” وهي من أعمال الفنان الكويتي الراحل خليفة القطان [1. خليفة القطان والنظرية الدائرية هو موضوع رسالة دكتوراتي] من عام ١٩٦٥، اللوحة تمثل رأي القطان الصريح – وربما شديد القسوة – ببعض الساسة من مرشحي مجلس الأمة الكويتي، نشاهد بالجانب السفلي منها هؤلاء المرشحين في فترة الانتخابات وهم يتمسكنون للناخب ويبدون له وكأنهم حملان بريئة وديعة، ثم بالقسم العلوي نشاهد النائب بعد أن فاز بعضوية المجلس وهو يعطي الناخب الـ”ثمبز داون” والكشرة تشق فاه وكأنه يقول له: “عليك واحد!“.

خليفة القطان، العق لتصل، ١٩٦٧

في هذه اللوحة نجد خليفة القطان يقدم لنا مخلوقا مشابه للمخلوقات في الصورة السابقة وإن كان يبدو أكثر وحشية، نشاهده هنا مستعد للعق أقدام الناخبين في سبيل صعود السلم الأخضر.

هاتين اللوحتين تعتبران مثالين على ما يطلق عليه اسم مرحلة نضج النظرية الدائرية (السيركلزم Circulism) التي قدم خلالها خليفة القطان أجرأ أعماله الناقدة للمجتمع الكويتي خلال فترة ما بعد الاستقلال، وهي ذات الفترة التي شهدت الانتعاش الاقتصادي للدولة وشعبها… وفي نفس الوقت فترة تبدل قيم ومفاهيم ذلك الشعب بسبب ذلك الانتعاش الاقتصادي وما صاحبه من تغيرات اجتماعية.

تذكرت هاتين اللوحتين بعد أن قرأت مؤخرا مقالا للأخ مطقوق في مدونته بعنوان إنردها والذي أقتبس منه هذه الفقرة:

… أنا أجد شعار إنردها أو لنعيدها كما كانت شعارات تلعب على الوتر النوستلجي عند الناخبين , النوستلجيا هي الحنين الى الماضي و الإعتقاد بأنه كان أفضل من الحاضر , و هذا شعور مزيف على العموم , فعن أي ماضي افضل يريدون أن يرجعونا ؟

هل هي فترة الستينيات ؟ ألا يعلمون بأن المجلس الأول كان في 63 و بعده بسنة حصلت الأزمة الوزارية التي كشفت عورة المجلس و الديموقراطية و جعلت رئيس المجلس يستقيل كفرا منه بالمجلس و نوابه الذي لم يكونوا أكثر من شخشيخة بيد هذا الشيخ او ذاك ؟ ألم يسمعوا عن تزوير الإنتخابات في 67 ؟ إنردها حق شنو ؟

هنا نجد بأن خليفة القطان بنظرته المحللة للمجتمع الذي عايشه قد استشف حالة التخلف الاجتماعي/السياسي التي عاشها المجتمع الكويتي وقدم لنا توثيقا فنيا راقيا لتلك الحالة.

[quicktime]http://www.moayad.com/p/taasese.mp4[/quicktime]

يا شيخ!

في مقطع الفيديو الشهير أعلاه نستمع للدكتور أحمد الخطيب متحدثا عن مرحلة بدايات الديموقراطية في الكويت (وهو أحد المعاصرين لتلك المرحلة)، يذكر لنا في هذا الجزء حادثة طريفة حدثت بعد إتمام الانتخابات الأولى للمجلس التأسيسي تتلخص بأن بعض النواب (لجهلهم بأصول الديموقراطية) وفي أول اجتماع لهم اصطفوا من أجل السلام على “زملائهم” الوزراء وتقبيل خشومهم.. لكونهم “شيوخا” طبعا!!

فهل تطورت الديموقراطية منذ ذلك الوقت وتغير المجتمع بشكل متماش مع ذلك التطور؟

صورة الشيخ نعم تغيرت، التقدير الاجتماعي للشيخ في مجتمعنا القبلي ما يزال قائما، لكن سياسيا زالت رهبة المشيخة، فأصبح الشيخ يعامل كأي مواطن عادي يؤدي وظيفته، حتى رئيس الوزراء صار ينتقد ويحاسب بل ويهتف ضده حتى في الشارع، وقس على ذلك حالة بقية الشيوخ في كافة المناصب الحكومية والأهلية.

هل معنى ذلك أن ديموقراطيتنا اكتملت؟

مو لهالدرجة 🙂

لا نستانس كثيرا بتجمعاتنا الإرادية ولعلعتنا بالصحف والدواوين والمدونات وتويتر، فرغم أن هناك أمورا تغيرت للأفضل منذ الستينات إلى الآن إلا أن هنالك أمورا مازالت على حالها… وأخرى سارت للأسوأ!

الوطن، ١٧ يناير ٢٠١٢

يا نايب!

بينما صورة الشيخ السياسة اعتدلت في مجتمعنا.. نجد صورة النائب سارت في طريق مضاد! لسبب ما نجد أن النائب أو حتى المرشح لمجلس الأمة يرسم المجتمع حوله هالة تفوق حجمه الطبيعي بكثير.. سواء كانت هذه الهالة إيجابية أم سلبية، بمعنى آخر نجد من بيننا من يمجد النائب أو المرشح ويمنحه من الصفات والألقاب ما يثير غيرة مغنيي البوب! أصبحنا نرى بعض الشباب (بل وبعض الشياب أيضا) أصبحوا بمثابة المعجبين أو الـFan Boys لهذا النائب (أو المرشح) أو ذاك، بعضهم يزين “أفتاره” بصورهم وأسمائهم وآخر يتغنى بكلماتهم وأقاويلهم، أحدهم يسطر لهم الشعر تمجيدا وآخر ينشد في حبهم الأناشيد.

هل هذا التمجيد للنواب والمرشحين أمر طبيعي؟

كلا! إن كنا تعلمنا من التاريخ شيئا فهو أن “الحي يقلب“! بل أحيانا حتى الميت يقلب!! ألا يدرك أولئك المداحون والممجدون بأن ليس في السياسة صديق دائم ولا عدو دائم؟ وأن من يمدحون اليوم قد يذمون غدا، وأن من يهاجمون اليوم قد يتحسرون على أيامه غدا؟ تلك هي طبيعة السياسة في كل مكان وزمان وهي ليست منا ببعيد.

ألا يدرك أولئك المداحون والممجدون بأن نائب الأمة ما هو إلا موظف يؤدي وظيفة يأخذ عليها معاشا من الدولة… حاله حال شرطي المرور أو موظفة الملفات بالمستوصف؟ نائب الأمة ليس قائدا قوميا يسير خلفه الشعب في طريق الرفعة والسمو، وليس قائدا فكريا تخلد كلماته كنبراس ينير لنا الدروب، وليس نبيا مرسلا يشفي الأبرص والأكمه وتمطر له السماء وينشق له البحر والقمر! نحن من نعطي هؤلاء النواب “خبة” من أنفسهم ونحولهم إلى أسود ضارية حينا وأبقارا حلوبة في حين آخر… بالضبط مثل المخلوقات التي صورها لنا خليفة القطان! نحن من نقوم بنفخ هؤلاء النواب كما كنا ننفخ الشيوخ من قبل، بل حتى أن الشيوخ اليوم أصبحوا يفكرون بترشيح أنفسهم ليحصلوا على بعض المجد الذي يسبغه البعض على مرشحيهم ونوابهم! اليوم أصبحنا نحمل النواب على أكتافنا ونطوقهم بالورود… فأي من الشيوخ اليوم يحصله كتف يحمله؟

نواب على الأكتاف، نوع آخر من 'الفشيلة'؟

أرسلت قبل عام تقريبا مجموعة من التويتات إلى أحد النواب الكرام مخاطبا إياه حول موضوع دوره كنائب ودوري كمواطن والعلاقة بيننا كما بينها الدستور، أخبرته بأن الدستور أعطى القوة والسيادة لي أنا كمواطن وجعلني أنا مصدرا للسلطات جميعها.. أما أنت كنائب فلست سوى أداة من أدواتي التي أستعملها لممارسة سيادتي، أخبرته كذلك بأنه (هو وجميع النواب) ليس قائدا لي… فأنا كمواطن أقوده هو كنائب، وظيفته أن يمثلني ويعبر عن رأيي… لا أن يفرض علي رأيه أو أن يستغلني لتحقيق ما يريده هو، أخبرته كذلك بأني مواطن واع وأعرف ما هو دوري وما هو دوره وأني لن أسمح له بتجاوز هذا الدور باستئساده التغريدي المصطنع. طبعا نظرا للروح الديموقراطية العالية التي يتمتع بها الأخ الفاضل “كشت” بتويتاتي هذه كلها ولم يرد علي إلا عندما هنأته بمناسبة مرور شهر على إنشاء حسابه على تويتر ليشكرني ويدعو الله بأن يمد أعمارنا بالعمل الصالح!!

يعني ما ندعم أحدا من المرشحين؟

ما قلت جذي، إن كنا سندعم ونعمل فذلك يجب أن يكون دعما لفكر المرشح وليس لشخصه، بالوضع الديموقراطي الطبيعي فإن الناخبين يقدمون الدعم للحزب الذي يمثله المرشح وليس للمرشح بذاته، فالفكر العام للحزب هو الذي يعطي له الناخبون دعمهم، النائب كشخص مهما بلغت كاريزميته ومهما كان فلتة زمانه شعبيا فإنه لن يستطيع أن يعيش دور “القائد” لأنه لن يحيد أو “يقلب” على فكر حزبه الا في قرارات محدودة مثل حق الإجهاض أو حق حمل السلاح (كما هو حاصل في أمريكا).. أما التوجه الفكري العام فلن يستطيع التلون فيه كما يشاء من أجل استمالة هذه الفئة أو تلك الطائفة من المجتمع، بالتالي حتى المتطوعون للعمل في الحملات الانتخابية لؤلائك المرشحين ومن يدافعون عنهم في تويتر مثلا إنما يعملون لتوافق فكرهم مع فكر حزب ذلك المرشح وليس لأن ذلك المرشح “بطل” قومي يحمل على الأكتاف، الوضع عندنا في ظل عدم وجود قوانين تنظم العمل الحزبي جعل للأفراد عندنا قوة توازي قوة الأحزاب، فالنائب لديه فرق إعلامية ولديه كتاب بالصحف يكتبون عنه وعن أخباره بل وحتى قنوات فضائية تعمل له… كل ذلك دون حسيب أو رقيب… وهذا أمر غير طبيعي وله نتائج خطيرة.

اقلب الصورة

نحن بحاجة اليوم لكي نعيد صياغة الثقافة الكويتية بحيث نعيد نائب مجلس الأمة إلى حجمه الطبيعي، علينا أن ندرك ماهو دور هذا النائب وما هو دورنا نحن وفقا للدستور، قرأت قبل فترة مجموعة تويتات من أشخاص مختلفين تسأل عن ماهي الصفات الحميدة التي يجب أن يتصف بها النائب المثالي؟ أو تستعرض هذه الصفات بشكل يصور لنا هذا السوبرمان التقي الورع القوي الأمين عريض المنكبين شنكول الحرقات شلولخ الذي يستحق أن نعطيه صوتنا! إشدعوه؟! يجب أن ندرك بأن المرشح بنهاية الأمر إنسان.. وسياسي (بكل ما تمثله هذه الكلمة) ولا شيء أكثر من ذلك.. فلا تعطه أكبر من حجمه حتى لو كان ذاك المرشح صديقك أو حتى أباك! نحتاج كذلك لأن نبدأ التفكير جديا بتنظيم العمل الحزبي السليم بدل حالة السبهللة التي نعيشها حاليا.

البعض منا لديه ترسبات قبلية أو مذهبية أو طائفية تؤثر في اختياره لمرشحه… هؤلاء خارج الحسبة ولست أعنيهم في مقالي هذا لأنهم إلى الآن لم يصلوا للمستوى الثقافي اللازم لإدراك ما أقول في مقالي هذا.. ولأني لا أتحدث أصلا عن أسس اختيار المرشح بل عن تغيير صورة النائب، حديثي اليوم هو لمن يريد أن يرتقي بفكر هذا المجتمع للمرحلة الجديدة من الديموقراطية الكويتية، هؤلاء هم من يعتمد عليهم ومن آمل أن تصل لهم كلماتي، فهل وصلت لكم؟

بينالي البندقية… حلم

ماهو البينالي؟

البينالي (بنيالي/بينيالي/Biennale/Biennial) هو نوع من المعارض الفنية تقام مرة كل عامين ، هذه المعارض تكون بمشاركات من عدة دول حيث يخصص لكل دولة جناح (أو بافليون Pavilion) تعرض فيه أعمال فنانيها المشاركين ، في نهاية كل بينيالي تقوم اللجنة المنظمة باختيار الدولة الفائزة بجائزة أفضل جناح بالإضافة للفنانين و الأعمال الفائزين بجائزة أفضل الأعمال الفردية.

هناك العديد من البيناليات العالمية الشهيرة في كثير من الدول مثل بينالي فلورانسا و الويتني بينيالي و بينالي موسكو و بينالي شنغهاي ، و هناك العديد من البيناليهات العربية كذلك مثل بينالي القاهرة و بينالي الشارقة ، و طبعا في الكويت لدينا بينالي الكويت و بينالي الخرافي.

بينالي البندقية

بالطبع فإن بينالي البندقية (فينيسيا) (The Venice Biennale/Biennale di Venezia) يعتبر واحدا من أقدم و أهم البناليهات بل و من أهم أحداث الفن المعاصر الدولية و التي يتم إنتظارها كل سنتين منذ عام 1895 و التي ستعقد دورته الرابعة و الخمسين هذا العام 2011 ، و هو طبعا يقام في مدينة البندقية Venice في إيطاليا بمشاركة العشرات من دول العالم حيث شارك بالدورة السابقة الثالثة و الخمسين (2009) سبعا و سبعين دولة و قام بزيارة أجنحة المعرض أكثر من 357,000 زائر.

بالإضافة للمعرض الرئيسي هناك أيضا معارض مصاحبة تشمل بينالي البندقية للفن المعماري و مهرجان البندقية السينمائي بالإضافة لمعارض و مهرجانات المسرح و الرقص و الموسيقى.

المشاركة العربية

رغم عراقة بينالي البيندقية إلا أن تاريخ المشاركات العربية فيه تعتبر حديثة نسبيا ، أول مشاركة عربية في مهرجان البندقية كانت لمصر (حسب علمي منذ 1952) و تلتها مشاركات لسوريا و لبنان و فلسطين و الإمارات التي تعتبر أول دولة خليجية تشارك في البينالي و ذلك في عام 2009 و بانتظار أن تشارك في معرض هذا العام أيضا بالإضافة للمملكة العربية السعودية.

المشاركة البحرينية

لعل أبرز المشاركات العربية كانت لمملكة البحرين و ذلك في بينالي البندقية للفن المعماري في عام 2010 حيث أنها لم تشارك فقط.. بل و فازت بجائزة الأسد الذهبي كأفضل جناح مشارك في المعرض !

جانب من الجناح البحريني في بينالي البندقية المعماري

جدير بالذكر كذلك أن ما ميز مشاركة البحرين هو كونها مشاركة فنية من التراث و التاريخ البحري الخليجي ، العمل المشارك عبارة عن ثلاثة أكواخ بحرية خشبية (عرزالات) يستخدمها الصيادون للجلوس و الراحة في وقت راحتهم ، المغزى من العمل هو بيان التحدي المعماري الذي يواجة المملكة في ظل التقدم المعماري المعاصر و معاناة الهوية المعمارية البحرينية في مواجهة هذا المد الثقافي الجديد.

Noura Al-Sayeh architect, co-curator of ‘Reclaim’ from epiteszforum on Vimeo.

العمل المشارك كان بإشراف وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي بنت محمد الخليفة و تنظيم الفنانين المعماريين نورة السايح و الدكتور فؤاد الأنصاري.

المشاركة الكويتية

حان وقت الدراما !!

طبعا الكويت إلى الآن لم تشارك في بينالي البندقية ، و لكن ليس هذا ما يهمنا بالموضوع.. ما يهمنا هو أن الحديث عن المحاولات الكويتية للمشاركة بدأ في عام 1962 بمقالة كتبها الفنان خليفة القطان بجريدة الهدف بعنوان “الكويت و معرض البندقية الدولي” ، كتب خليفة القطان هذه المقالة بعد أن زار بينيالي الـ1962 أثناء تواجده في إيطاليا لإقامة معرضه الفني الخاص هناك ، تحدث خليفة القطان عن مشاهداته في ذلك البينالي و عن تاريخه و تنظيمه و طالب بأن تسعى الكويت للمشاركة في معرض الـ1964 القادم بعد أن اقتصرت المشاركات العربية في المعرض الذي زاره على الجمهورية العربية المتحدة ! و ذكر خليفة القطان بأهمية أن تضع الكويت اسمها و ترفع علمها وسط الدول المشاركة بالبينيالي لأن في ذلك أفضل دعاية للثقافة الكويتية و التي كانت في ذلك الوقت في أمس الحاجة لها (و ما زالت).

طبعا خليفة القطان لم يكتف بالمطالبة و المناشدة بالمشاركة ببينالي البندقية… بل سعى مع مجموعة من زملائه للمشاركة الفعلية فيه… و لكن محاولاته باءت بالفشل لأن البينالي لا يقبل المشاركات الفردية بل يجب أن يقدم طلب المشاركة رسميا من قبل الدولة المشاركة ، و بما أنه لم توجد في الكويت جهة رسمية تمثل الفنون (و ما زالت.. تقريبا) فإن طلب الفنانين الكويتيين قوبل بالرفض.

خليفة القطان لم يكتف بمحاولة المشاركة الفاشلة… بل سعى لتكوين جهة رسمية تمثل فناني الكويت و تنظم أمورهم و تطالب بحقوقهم ، و تم له ذلك عام 1967 بتشكيل الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية والتي تمت تزكية القطان ليكون أول رئيس لها ، جدير بالذكر كذلك أنه من ضمن أوائل أنشطة الجمعية كانت تأسيس بينيالي الكويت و الذي أقيم أول مرة في ربيع عام 1969 بمشاركة ثمان دول عربية.

رغم حصول الكويت على بيناليها الخاص إلى أنه و بسبب البيروقراطية و انعدام الاهتمام و الجدية الحكومي و وجود الخلافات و الحزازيات بين الفنانين أنفسهم ظلت المشاركة في بينالي البندقية… حلما لم يتحقق ، مر 48 عاما على حلم خليفة القطان… و ها هي شقيقاتنا العربيات و الخليجيات تتسابق في المشاركة و الفوز بالبيناليات و المعارض العالمية و نحن ما زلنا … نحاول.

فهل موعدنا 2013 ؟

——–

مصادر:

موقع بينالي البندقية

معلومات عن البينالي

موقع designboom متحدثا عن فوز البحرين

موقع الجناح الإماراتي

شيخ الفنانين: خليفة القطان و الدائرية

كيف تخسر 166 صديقا في غمضة عين؟


Moayad.com


كنت سعيدا جدا في موضوع سابق كتبته قبل مدة على مدونتي يزف خبر إنشائي لصفحة رسمية على موقع الفيسبوك ، على خلاف صفحتي الشخصية المخصصة للأهل و الأصدقاء… و ربما بعض “المشاهير” و الأشخاص الهامين اجتماعيا و مهنيا فإن الصفحة الرسمية تختلف عنها بكونها مفتوحة للجميع ممن قد لا يرغبون بإضافتي كصديق لهم (لأننا لا نعرف بعضنا أصلا… او لا نرغب بذلك) و لكن ربما يهمهم ما أكتب و أنشر فيها من أخبار و مقالات و صور و أعمال تتعلق بمجالات الثقافة و فنون الاتصال البصري التي أحاول التركيز عليها من خلال الصفحة الرسمية.

استطعت و لله الحمد خلال بضع شهور أن استقطب ما يقارب الستين شخصا للاشتراك في الصفحة… نسبة كبيرة منهم هم من الأصدقاء أو أصدقاء الأصدقاء ، و قبل بضع أسابيع أتاني عرض بريدي من الفيسبوك بأن أجرب خدمة الإعلانات داخل الموقع للترويج لصفحتي ، فاستغليت هذا العرض في تنفيذ فكرة الترويج لفلم شيخ الفنانين 🙂

عند إدخال بيانات الأعلان وجدت بأن عنوان الحملة الإعلانية هو نفس عنوان صفحتي (moayad.com) و ذلك أمر غير مناسب لأني اردت التركيز أن يكون منصبا على الفلم اكثر من موقعي الشخصي بحيث تحمل الحملة اسم Sheik of the Artists ، سبب وجود هذا الاسم كعنوان للحملة هو انه نفس عنوان صفحتي الفيسبوكية.. فقلت في قرارة نفسي:

“بسيطة… إن طاعك الزمن ولا طيعة…. نغير اسم الصفحة :)”

و كانت تلك اكبر غلطة ارتكبتها في حياتي الفيسبوكية…. او يمكن ثاني او ثالث اكبر غلطه 😛

بالبداية سارت الأمور على ما يرام و استطعت استقطاب ما يقارب المئة شخص من مختلف الدول العربية للاشتراك في صفحتي/صفحة الفلم و ذلك خلال ما يقارب العشر أيام فقط.

و لكن يا فرحة ما تمت 🙂

بعد انتهاء الحملة و انتهاء مجموعة “الستاتسات” المدروسة التي كنت قد حضرتها بعناية للترويج للفلم ارتأيت أن أعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي من خلال إعادة اسم الصفحة إلى الاسم الرسمي الأصلي moayad.com ، و لكن هيهات !

فجأة اختفت خانة تغيير اسم الصفحة !

بحث و دوّرت كثيرا عن كيفية تغيير اسم الصفحة ، قسم الدعم الرسمي بموقع الفيسبوك يقول بأن تغيير الاسم مستحيل و أن الحل الوحيد لديهم هو أن أمحي الصفحة بأكملها و اسويلي صفحة جديدة بالاسم الذي أريد … يا ضنايا 🙂

طبعا هذا أمر مستحيل لأني متأكد بأني غيرت اسم الصفحة في المرة الأولى ، بعد مزيد من البحث و التحري الجوجلي و التويتري عرفت السبب… رغم ان العجب لم يزل !

اكتشفت بأن الفيسبوك بالفعل لم يكن يسمح بتغيير اسم الصفحات إطلاقا و لكنه سمح -على استحياء- بذلك مؤخراً ، لماذا الاستحياء؟ لأن تغيير الاسم متاح فقط للصفحات التي لم يتجاوز عدد منتسبيها الـ ١٠٠ عضو و هذا دون إنذار أو تحذير ، يعني قرر الفيسبوك بأنه راحت علي 😀

ماذا أفعل الآن؟ لا أستطيع أن أستمر باسم شيخ الفنانين لأن في ذلك إشارة لأني “أنا” هو شيخ الفنانين… و هذا أمر مضلل و عار عن الصحة .. بل و قد يدخلني في مشاكل مع أسرة الفنان الكبير الراحل خليفة القطان و محبيه و معجبيه 🙂

القرار؟

ما باليد حيلة… و مرة أخرى…. إن طاعك الزمن ولا طيعه !

قمت بإنشاء صفحة رسمية جديدة تحمل اسم Moayad.com مع إبقاء الصفحة السابقة ذات الـ 166 عضوا مخصصة لفيلم شيخ الفنانين بعد نقل محتوياتها غير الخاصة بالفلم إلى الصفحة الجديدة لأبدأ من تحت الصفر 🙂 فأن تقنع شخصا (حتى من المقربين) بأن ينضم لصفحتك هو أمر ليس سهلا بالأصل ، و لكن أن تقنعه مرة أخرى بأن ينضم لصفحة إضافية فهذا أمر أكثر صعوبة … و لله الحمد على كل حال 🙂

الآن… ما هي اقتراحاتكم للتعامل مع هذا الوضع المعقد؟ كيف استعيد أصدقائي الذين فقدتهم في غمضة عين؟

———
تحديث :

– هناك مسابقة و فرصة لربح جائزة لجميع المشتركين بالصفحة
http://www.moayad.com/me/?p=1014

شيخ الفنانين: خليفة القطان و الدائرية – فلم وثائقي قصير


Sheik of the Artists: Khalifa Qattan and Circulism (Short Documentary) from Moayad Hassan on Vimeo.

شاهد الفلم كاملا و اقرأ المزيد عنه على:

www.sheikoftheartists.com

This post in English

شيخ الفنانين: خليفة القطان و الدائرية هو فلم وثائقي قصير قمت بإنتاجه مؤخرا بعد إنهاء دورة تدريبية في الجامعة حول التعامل مع الإعلام الحديث و الاتصال مع الجماهير في الإطار الأكاديمي ، الهدف من الدورة هو تعلم مهارات تقديم البحوث الأكاديمية المعقدة للجمهور بشكل مبسط و يستطيع عامة الناس فهمه بعيدا عن التعقيدات و المصطلحات الأكاديمية المقعرة.. و ذلك أمر في غاية الصعوبة!

بعنى آخر و باختصار… هذا الفلم يقدم أول فصلين من رسالة دكتوراتي في سبع دقائق.

رسالة دكتوراتي هي في مجال تاريخ الفن و تتحدث عن الفنان الكويتي الراحل خليفة القطان (١٩٣٤-٢٠٠٣) ، خليفة القطان يعتبر من رواد الفن في الكويت و من أبرز الناشطين في مجال النهضة الثقافية خلال الستينات و السبعينات من القرن العشرين ، في بداية الستينات طور القطان أسلوبا و نظرية جديدة في الفن أطلق عليها اسم “الدائرية” أو “السيركلزم” (Circulism) ، تغطي الرسالة كما كبيرا من المواضيع المتعلقة بتاريخ الفن التشكيلي الكويتي و نشأته و علاقته بالفنون السائدة بالمناطق التي كانت على علاقة مع الكويت و كيف تطور مع تطور التعليم في البلاد ، كما تتناول حياة خليفة القطان و العوامل التي أثرت على فنه و دفعته نحو تأسيس نظريته الدائرية كظروف دراسته في الكويت و في أوربا و تأثره بحالة التغير الكبير في المجتمع الكويتي اجتماعيا و سياسيا و اقتصاديا خلال الفترة من الأربعينات و حتى الستينات ، و تدرس كذلك النظرية الدائرية ذاتها و تعريفها و علاقتها ببقية مذاهب الفن الحديث بالإضافة لتطبيقاتها و مواضيعها.

قد أكون مقلا بالحديث عن موضوع دراستي من خلال مدونتي… ربما لأني أعتبر المدونة ملاذا لي من ويلات الدراسة 😀 ، و لكني تناولت تحليلا لعمل واحد من أعمال الفنان و ذلك في موضوع مركب الخير و يد العطاء.

ساعدني في إنتاج هذا العمل زوجتي عذوب و ذلك عند التصوير في متحف الباربر ، كما قامت كذلك بعملية التعليق و تأليف الموسيقى التصويرية ، الموسيقى التصويرية هي عبارة عن ألحان كويتية معروفة مرتبطة بموضوع العمل ، فنان مثل خليفة القطان عانى الكثير في سبيل فنه و لطالما اشتكى من غربته في مجتمعه الذي لم يتقبل ما كان يحاول تقديمه بسهولة ، و لكن عزم الفنان و أصراره كان هو سبيله لإيصال رسالته رغم التحديات ، المزيد عن الجانب الموسيقي و نظرة أخرى للعمل كموضوع استرجاع الذكريات تقرؤونها في مدونة عذوب.

الجمهور المستهدف عند إنتاج هذا العمل كان الطبقة الأكاديمية من مختلف التخصصات من زوار موقع الجامعة حيث أنه من المفترض عرضه عليه ، و لكني ارتأيت أن أقوم بترجمة العمل و إطلاق موقع خاص به يعرض الفلم بالإضافة لمعلومات موجزة تكمل ما قدم من خلاله و ذلك حتى نواصل مسيرة خليفة القطان الذي طالما سعى لتقديم صورة زاهية عن وطنه الكويت يتحدى بها الصورة النمطية حول كون الكويت بلد النفط و المال و الصحارى و الجمال!

بالختام أتمنى لكم مشاهدة ممتعة و مفيدة ، كما أتمنى المساهمة في نشر هذا العمل حتى نوصل للجميع معلومة جميلة و صحيحة عن التاريخ الحديث لمنطقتنا و عن مكانتها الحضارية.

موقع العمل :

www.sheikoftheartists.com