أرشيف الوسم: اقتصاد

عدالة سكن

20140610-190949-68989961.jpg

 

استوقفتني هذه الفقرة من تعريف موقع المؤسسة العامة للرعاية السكنية في الكويت بنفسها:

منذ منتصف القرن الماضي، وإيماناً من الدولة بضرورة توفير الرعاية السكنية للمواطنين، فقد أقرت الحكومة الكويتية سياسة توفير الوحدات السكنية المناسبة للأسر الكويتية حيث شرعت منذ 1954 بإنشاء الوحدات السكنية ببدائل مختلفة سواء بيوت حكومية، قسائم، أو شقق، ويتم توزيعها على المواطنين طبقاً لآليات وقواعد منظمة تكفل الأسس العادلة في منح تلك المساكن.

دع عنك الآن هذه المقدمة الإنشائية وخذ أهم كلمتين فيها… “الأسس العادلة“.

القضية الإسكانية تعتبر من القضايا التي أهلكت نقاشا على مدى أكثر من خمسين عاما، فهي قضية رافقت نشأة دولة الكويت الحديثة ذاتها، إن كنت سأناقشها بشكل عام على طريقة الدواوين والمسرحيات والجرائد والخطابات السياسية فإني بالتأكيد لن أقدم شيئا بطرحي ولن أؤخر، لذلك سأركز على مبدأ واحد دقيق ومركز يتعلق بهذه القضية… وهو مبدأ “العدالة” التي تباهت بها الفقرة الواردة في رأس هذا المقال.

متابعة قراءة عدالة سكن

خلاجين فيرجن

virgin megastore birmingham

لا أظن أن أحدا بالكويت -و حتى خارجها- لم يسمع بخبر إغلاق محل فيرجن في مجمع المارينا..

كثرت التساؤلات و التخمينات حول دواعي هذا الإغلاق وسط تعتيم -لا أجده مبررا حتى الآن- من قبل الجهة ذات الشأن (وزارة الإعلام) ، و كثرت كذلك النظريات و التحليلات و النقاشات و نقاشات النقاشات حول هذا الموضوع ، فهناك من يقول أن إغلاق فيرجن يمثل قمة التخلف في سياسة حكومتنا المتخبطة.. و آخر يقول بأن هناك أياد خفية سعت لإغلاقه لتنفيع أشخاص معيين لهم نفوذ معين.. و آخرين يرون أن إغلاق فيرجن يمثل ضربة قاصمة للثقافة بالكويت.. و آخرين يرون بأن إغلاقه يمثل ضربة قاصمة للتجارة بالكويت.. و آخرون يعارضون هذه الآراء و آخرون يعارضون معارضة الآراء…. و هلم جرا !

السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو..

اشمعنه “فيرجن”؟

العشرات -إذا لم تكن المئات- من المحلات تغلقها وزارة الإعلام أو التجارة أو البلدية شهريا في الكويت و محد تكلم.. لكن لما صارت في “فيرجن” تحولت المسألة إلى القضية الجماهيرية الأولى لدى -بعض- الشعب ! بالتأكيد هالأمر لم يأت من فراغ.. و يجب أن لا يمر مرور الكرام دون تحليل و نظرة نقدية فاحصة ، بالطبع لا أقصد إغلاق المحل نفسه.. بل ردود الفعل على الإغلاق.. هي التي تحتاج للوقفة !

هل “فيرجن” هو المصدر الوحيد للكتب و الفيديوات و الالكترونيات.. و اللذي منه؟
هل “فيرجن” يمثل دعامة الثقافة و الاقتصاد في الكويت؟

بالطبع لأ..

عيل.. اشمعنه “فيرجن” ؟

أول شي.. لأنه محل كبير.. حجما و محتوى و اسما ، ثانيا.. مكانه في واحد من أكبر المجمعات التجارية في الكويت ، نتيجة لذلك أصبح لـ”فيرجن” نوعا من الـ”مكانة” في عقول و قلوب -بعض- الناس تختلف عن “فيديو الأرقام” مثلا.. أو “سي دي ورلد” أو حتى “دار الربيعان” ، هذي “المكانة” هي مربط الفرس !

السؤال هو.. هل هذه المكانة شيء “مبرر”؟

هل “فيرجن” معلم وطني بناه الآباء و الأجداد على مر عقود من الزمن ليحصد ثماره الأبناء؟ ..لأ طبعا ، اللي بناه ملياردير بريطاني ماله شغل بأجدادنا.

هل ساهم محل “فيرجن” في عملية التنمية البشرية لأجيالنا الصاعدة و قدم لهم دعمه اللامحدود في سبيل رفعة وطننا المعطاء و أمتنا المجيدة؟ .. مو وايد.. يعني جزاهم الله خير طبعوا و سوقوا جم كتاب من كتب ربعنا.. لكن بالأخير خدمتهم الأساسية إهيه انهم كانوا يبيعون كتب و أفلام و بليستيشن و آي بودات.

هل ساهم “فيرجن” في دعم المشاريع الخيرية و التنموية بالبلد أو وفر لأبنائنا و بناتنا فرصا وظيفية بعوائد تنافسية تتحدى اللي يهده؟ .. ما سعمت بهالشي..و أتمنى إني أكون غلطان لما أقول.. لأ طبعا!

عيل اشمعنه “فيرجن” ؟!

الجواب ببساطه.. لأنه “فيرجن” !

The cool place.. which looks cool.. and has many cool stuff.. like DVDs and books… and stuff
The place with the international name and branches in many international places around the world.. internationally

علشان الناس لما تسألك وين كنت تقول.. “كنت بالمرينا.. و مريت “فيرجن” لأني كنت بشوف “الشي” الفلاني نزل ولا لأ”

و لما تسألها مو وين شاريه هالـ”شي” .. تقول “والله شاريته من “فيرجن” أمس”

أو لما أحد يسألك “وين أحصل “الشي” الفلاني” تقوله “مر “فيرجن”.. أكيد تلقا عندهم منه”

هذي كل السالفه !! الناس تحب تقول “فيرجن” تماما مثل ما تحب تقول “ستاربكس” و “فلا مودا” و طبعا.. “كرسبي كريم” ! تحب تقول الإسم و تشوف الإسم و تعيش مع الإسم.. لأنه يمثل لها شيء مهم و يملى فراغ بحياتها.. و هالأمر خطير و قاعدين نشوف آثاره تكبر كل يوم ، و خطورة هذا الأمر تكمن بأنه قاعد يحولنا إلى المخلوقات الدودية اللي تكلمنا عنها من قبل.

في الختام.. أأكد مره ثانية.. أنا ما أأيد و لا أعارض عملية الإغلاق ، و لا أعارض وجود “فيرجن” أو عدمه ولا أي “محل تجاري” آخر بالكويت ولا في أي مكان في العالم ، و لكني هني قاعد أناقش”ردود الفعل” و ليس “الفعل” نفسه ، أو بالأصح أناقش تحويل مسألة تجارية أو قانونية بحته إلى قضية وطنية كبيرة وخطيرة لمجرد كون أحد أطراف هذه القضية هو مؤسسة -أو شخص- “نحبه”.. و بسبب هذا “الحب” نخلي الجوهر و نتعلق بالقشور و نمجدها و نكبرها و نتفخ فيها و احنا مو مستفيدين منها بشي أصلا.

و أوضح كذلك و أعيد و أكرر.. ما اعترض على الإغلاق.. و لاحتى حتى على مناقشة الإغلاق.. و لكني أسجل ملاحظاتي على “تضخيم” ذلك النقاش “بسبب” كون “الإسم” هو الأمر الذي يفرض علينا ذلك النقاش وليس “الموضوع” المناقش.

يا عـلــِّـك الجـرادة!

Jaradah - Boramyah
علم الحيوان (Zoology) يعتبر من العلوم الجميلة و التي من النادر أن نجد المتخصصين فيها من شبابنا ، و من الطريف هو أنني كلما تذكرت اسم هذا العلم اللطيف أتذكر واحد من الربع لأنه متخصص فيه و أتذكر قصة رواها لي أحد الشباب (و العهده عليه) أن أحد دكاتره قسم العلوم كان يقرأ من كشف الغياب أسماء الطلبة مع تخصصاتهم.. فكان يقول : “فلان.. احصاء ، فلانه.. مدنية ، فلان.. كمبيوتر..” إلى أن وصل إلى اسم واحد فقال : “فلان…. حيوان”!! 🙂 .. الحمد لله إني لم أكن مكان ذلك الشخص في تلك اللحظة و أن ثقافتي الحيوانية لا تتعدى ما درسناه في مادة الأحياء و ما قرأته من موسوعة المعرفة و الموسوعة الطبيعية الميسرة عندما كنت صغيرا.. بالإضافة لبرامج قناة دسكفري طبعا.تحدثت في مقالاتي الأخيرة عن الخفافيش و عن الديدان و أستمر اليوم مع مخلوق جديد و هو الجرادة ، كثير من الناس يحبون الجراد و يفرحون لرؤيته.. خصوصا فترة الربيع بالبر ، حتى أن هناك بعض الشعوب (و منها ربعنا) يعتبرون الجراد من الأكلات الموسمية الخاصة و المميزة.. و قد أخبرنا الرسول صلى الله عليه و سلم أن الجراد -مثل السمك- من ما يحل أكل ميتته ، إلى الآن تمام.. لكن الجرادة -تلك المخلوقة العجيبة- لها أسلوب و فلسفة غريبة بالحياة ، فهي على خلاف أغلب المخلوقات الأخرى لا تدخر طعامها و ليس من أولوياتها أن تستقر في مكان واحد لكي تعيش حياة هادئة مستقرة مستقلة بذاتها معتمدة على نفسها في تحصيل قوتها و إعالة ذريتها من عرق جبينها.. مثل النملة مثلا.. بل إن حياتها عبارة عن رحلة طويلة تعبر خلالها البلدان و القارات و كل همها خلال تلك الرحلة هو أن تجتر كل ما أمامها من أخضر و يابس! فحياتها سريعة و دون هدف واضح.. كل همها هو أن تجري و تأكل كل ما يصادفها دون أن تفكر و تحسب حساب نتيجة نمط حياتها هذا.

قد نستنكر نحن تصرفات هذه الحشرة غريبة الطباع.. و لكن إذا نظرنا إلى الأمر من وجة نطرها فمن الممكن أن يزول استغرابنا قليلا.. لماذا؟ لأن الجرادة تعتبر مخلوق بلا وطن.. فموطنها هو المكان الذي تجد فيه قوتها.. فإن فني القوت هزت جناحها و قالت : “باي باي يا ديرة الفقر و الخراب!” و انتقلت لرقعة أخرى لتكرر معها نفس السيناريو ، نعم هي حشرة.. لكنها حشرة أصابها الغرور حتى ظنت أن جنحانها و أقدامها القوية هي كل ما تحتاجه للاستمرار في هذه الحياة التي يكسب فيها الشاطر أيا كان الثمن ، فهو (الشاطر).. لأنه شاطر.. يعرف كيف يدبر نفسه و ينفذ بجلده و يخلي الحساب يوم الحساب.

معقولة وجهة نطرها ، لكن هل ممكن أن نسميها أخلاقية؟ لا تسألني أنا بل اسأل مزارعا كد و اجتهد و صرف دم قلبه على محصولاته التي لهفها الجراد في ليلة و ضحاها ، أو حتى اسأل بقرة أو خروفا أو دجاجة كرست حياتها لخدمة الغير بشرف.. و حسبت لقماتها و عدد ما أكلتها من حبات و وريقات من أجل أن تضمن ما يكفيها و يكفي عيالها لكل العام ، هي لا تملك جناحا لتطير به.. بل تملك قلبا تعلق حبا بالأرض التي تعيش عليها و جبينا سال منه من العرق ما بالكاد يكفي لري تلك الأرض التي أعطت دون من.

في أيامنا هذه قلت رؤيتنا للجراد في مواسمه المعتادة ، فآباءنا و أجدادنا طلما حكوا لنا قصصا عن موسم الجراد و كيف كانت الشمس تحتجب تحت ستار أسرابه.. و كيف كان الناس يملؤون منه الخياش الكبيرة.. فيأكلون منها ما يأكلون و يبيعون منه الباقي بالأسواق ، أما الآن فقد اختفت هذه الظاهرة لدينا تقريبا و الفضل في ذلك يعود لثورة الفلاح الأفريقي الذي أخذ على نفسه عهدا أن لا ينحني لتلك المخلوقة الجشعة و أن يدافع عن أرضه و رزقه و قوت أبنائه أشد دفاع ، فلله الحمد بفضل ما يواجهه الجراد من عمليات مكافحة أصبح خطره أقل قليلا و أصبح وصوله لنا أكثر ندرة.

و لكن.. و لله في ذلك حكمة.. يبدوا أن الجراد قرر أخيرا أن يطور من ذاته و ينمي قدراته الخطابية و أساليبه في مخاطبة الجمهور ، فمع ما تشهده بلادنا من عمليات تطوير و تحديث خرج علينا نوع جديد -مطور- من الجراد ، لا تؤثر فيه المبيدات التقليدة (ولو إن يبيله نجربها عليه و نشوف شنو يصير :)) و المشكلة الأكبر أن لدى هذا النوع من الجراد أساليب سحرية استنسخها من سموم بعض العناكب التي تخدر ضحيتها و تلفها بغطاء حريري دافئ و مريح حتى تبقى طازجة لحين موعد الغداء.. و لكن الفرق هو أن الجرادة المطورة ليس من طبعها أن تنتظر غداء.. فكل وقت لديها هو وقت غداء!

و لكن.. و بفضل الله تعالى.. هناك سلاح جديد طورته مجموعة من الشباب الكويتي العاقل الذي لا يرضى أن يكون للجراد على أرضه مكانا ، الشباب الذي يقدر أرضه و يرى فيها فرصة لا لقمة.. ينظر لحاجتها و يعطيها.. و لا ينظر لشهوته فيقضيها ، مجموعة الشباب تلك استفادت من حركات المكافحة التي حدث في أفريقيا ليطور سلاحه الجديد ، ففي أفريقيا استخدم مبيد الـ D.D.T .. في الكويت قرر شبابنا الواعي أن يستخدم سلاحه الجديد و الذي أطلق عليه اسم N.A.L و ترجمتها بالعربية هي… “النعال” !!!

نعم النعال !! فبوركت يا نعالي إن سحقت بك جرادة !

عاشت التكنولوجيا الكويتية..

و عاشت الكويت حرة و خالية من كل .. آفه!!

و حسبي الله و نعم الوكيل..